تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تأكيداً على القيمة التاريخية والحضارية ... السيدة أسماء الأسد تطلق سفينة (فينيقيا) من جزيرة ارواد

طرطوس
سانا - الثورة
شؤون محلية
الاثنين 11/8/2008
هوفعل ثقافي وحضاري مهم في بعده التاريخي والسياحي يحيي الذاكرة الانسانية وتاريخ الاجداد..

‏‏‏

فإطلاق سفينة / فينيقيا/ من جزيرة ارواد تأكيد على استمرار التواصل الثقافي والحضاري مع شعوب العالم في اربع جهات الارض.‏‏‏

هذا وتأكيداً على القيمة التاريخية والحضارية للسفينة (فنيقيا), وتقديرا لدور اهل جزيرة ارواد في الحفاظ على طريقة صناعتها الى يومنا هذا, اطلقت السيدة أسماء الأسد سفينة (فينقيا) من جزيرة ارواد الى طرطوس معلنة بدء الرحلة التي تحاكي اول رحلة لسفينة شراعية فينيقية حول افريقيا منذ اكثر من 2600 سنة.‏‏‏

وتقدم للبشرية من جديد تاريخ حضارة أغنت الأرث العالمي, معتبرا ان فينيقيا اليوم تحمل للعالم رسالة السلام والتواصل الثقافي التي دأبت سورية على نشرها على امتداد تاريخنا, كما انها تعبير عن استمرار الاتصال الحضاري بين اجيال سورية, لاسيما انها صنعت بايدي ارواديين توارثوا مهنة اجدادهم الفينيقيين حتى انفردوا بصناعة هذا النوع من السفن لتشكل جزءاً من تاريخنا وتراثنا.‏‏‏

‏‏‏

وتحيي هذه الرحلة انجازات الفينيقيين الذين اهدوا البشرية الابجدية الاولى, كما تبرز البعد العالمي لحضارتهم, وتجدد واحدة من رحلاتهم التي نشروا خلالها خبراتهم وثقافتهم. كما تبين الرحلة موقع سورية على الخارطة الحضارية العالمية ودورها المستمر في تعزيز التواصل الثقافي بين شعوب العالم.‏‏‏

ويأتي اهتمام السيدة أسماء بهذا المشروع كجزء لايتجزأ من اهتمامها بمكونات الثقافة العربية التي تشكل هوية العرب الحضارية عبر العصور. فبعد اجراء ابحاث مطولة تم التوصل الى صناعة هذا النوع من السفن التي صنعها اجدادنا الفينيقيون يكاد ينقرض.‏‏‏

‏‏‏

وكانت ارواد الجزيرة الوحيدة في العالم القادرة على صناعة سفينة كتلك التي يصنعها اجدادنا الفينيقيون من هنا يأتي تركيز السيدة أسماء على الحفاظ على مكونات الثقافة والتاريخ والتي تشكل في مجموعها هوية الوطن ومكانته. قد يقود هذا المشروع الى احياء هذا الفن النادر اليوم ولاشك ان انجاز السفينة (فينيقيا) ورحلتها برفع علم سورية في مجال اخر فريد وعريق وحضاري , ستقطع السفنية سبعة عشر الف ميل, تبدأ من ارواد مرورا بالسواحل الشرقية للقارة السمراء, وصولا الى سواحلها الغربية عبر طريق رأس الرجاء الصالح لتعود في ايار القادم الى سورية ومنها الى المتحف البريطاني في لندن كجزء اساسي من معرض الحضارة الفينيقية الذي سيقام عامي 2009 -.2010‏‏‏

نفذ المشروع بعثة من البحارة المتمرسين بدعم من الجمعية السورية البربطانية والجمعية الملكية الجغرافية البريطانية والمتحف البريطاني, ويشارك فيه عدد من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الاثار, وترعاه الامانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 .‏‏‏

فيليب بل قائد البعثة قال: نحن ندرك أن تحديات وصعوبات كثيرة ستواجهنا في رحلتنا التي تستمر 10 أشهر لكننا سننجز عملا ثقافيا ووثائقيا, وقبل ان ترسو »فينيقية« في المتحف البريطاني سنكتشف المزيد عن البحارة الفينيقيين, وسنعرف اكثر عن اول رحلة حول افريقيا, وأنا وفريق البحارة نشكر كل من ساهم في انجاز هذا العمل وخاصة اهالي جزيرة ارواد لاحتضانهم المشروع, ودعمهم الذي ساعد على تحويل »فينيقية« من حلم الى حقيقة.‏‏‏

الدكتور فواز الأخرس رئيس الجمعية السورية البريطانية اكد ان اطلاق السفينة يذكر بالدور الحاسم الذي لعبه الفينيفيون في صياغة اقدار العالم القديم, فالامبراطورية الفينيقية لم تبن على الانتصارات العنيفة والوحشية, بل كانت اول مثال تاريخي لما يعرف في العالم المعاصر (بالدبلوماسية الناعمة) , حيث بنا الفينيقيون دولة تستند بشكل رئيسي الى التجارة والاستكشاف ووصلوا الى ابعد مواطن الجنس البشري على بعد الاف الاميال من شواطىء وطنهم, وحاكوا شبكة من المصالح المتبادلة التي تلاقت لتشكل نموذجاً للاقتصاد العالمي , وذلك قبل وقت طويل من نشوء العولمة بشكلها الراهن , صنعت السفينة في جزيرة ارواد التاريخية التي استوطنها الفينيقيون في الالف الثاني قبل الميلاد واستفادوا من موقعها الجغرافي الممتاز في توسيع علاقاتهم التجارية والثقافية , وفينيقيا نسخة طبق الاصل عن السفن التي بناها الفينيقيون صنعها خبراء ارواديون توارثوا صناعة هذا النوع من السفن واستخدموا مواد بناء تقليدية فينيقية وربطوا الواحها الخشبية بمسامير خشبية مصنوعة بنفس الاسلوب الذي اتبعه الفينيقيون , يبلغ طولها 21.5 متراً وعرضها 5.75 أمتار , يذكر انها ستنظم في المرافىء والمواقع التي ستعرج عليها السفينة فينقية خلال رحلتها حفلات موسيقية يشارك فيها مطربون وفنانون محليون وعالميون ويشرف على هذه الحفلات المؤلف الموسيقي رافائيل رافينسكروفت والفنان بوب ميتون.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية