تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاصرة السلام..!!

الافتتاحية
الاثنين 11/8/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

لم تسعَ سورية قط لإقامة مفاعل نووي فو ق أراضيها.. ومن باب أولى لم تتوافر لديها أي نية بالبحث عن السلاح النووي.

والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه..‏‏

كيف تستطيع سورية أن تواجه محتلاً لأراضيها يملك الأسلحة النووية?!‏‏

قالت سورية: السلام خيارنا الاستراتيجي..‏‏

وأضافت: إنه السلام العادل الشامل الذي يعيد أراضيها حتى حدود الرابع من حزيران ,1967 وأكدت ضرورة الرعاية الدولية الجادة.‏‏

وعوضاً عن أن تعلن الادارة الاميركية التي يفترض أنها في مقدمة الرعاية الدولية للسلام نياتها السلمية لحل كل مشكلات المنطقة.. وفي مقدمتها استعادة سورية لأراضيها المحتلة كبداية لمشروع السلام العادل والشامل, نراها تسعى لخلق مناخات استمرار التوتر... والحقن والخوف.. وحتى التخلف.. إذ الشعوب التي تشغلها قضايا الحرب ليل نهار ستواجه دون ريب احتمالات إخفاق أو تعثر مشروع التنمية.‏‏

هل تعارض أميركا فعلاً الأنشطة النووية في العالم, بما في ذلك السعي لإنتاج السلاح النووي..?!‏‏

إعلامياً..هي تقول ذلك.. وقد تشن حرباً ليس على الشبهات, بل على أساس شبه لهم, كما في الصور التي عرضها كولن باول يوماً على مجلس الأمن لتبرير مشروعهم لغزو العراق, ولنكتشف فيما بعد أن لا وجود لأي نشاط نووي.. فهل كان ذلك خفياً فعلاً على الولايات المتحدة..?!.‏‏

سواء كان الجواب نعم أم لا.. فإن أميركا شنت حربها على العراق لا من أجل أسلحة الدمار الشامل ولا من أجل محاربة الإرهاب, وإنما لأسباب أخرى أولها النفط والباقي تفسره إسرائيل.‏‏

و ما زالت تمارس لعبة »الاستغماية« ذاتها.‏‏

لننتبه إلى النقاط التالية:‏‏

1- اتهامات ساذجة كاذبة مجانية لدول لا تملك أي فعل نووي.‏‏

2- غض النظر عن دول أخرى مثل »إسرائيل« ليس في العالم من يجهل امتلاكها المفاعلات والأسلحة النووية.‏‏

المفارقة هنا صارخة إلى درجة الذهول.. فأميركا تتهم الدولة التي تسعى لتحرير أرضها سلماً.. وتسكت عن المحتل الذي يملك بما لا يقبل النقاش السلاح النووي..!‏‏

3- إن الإصرار الأميركي الغربي على عدم الفصل بين المفاعل النووي للأغراض السلمية والسلاح النووي.. هو تعقيد للموقف.. وفيه إدانة مسبقة لدول العالم التي لا تملك حتى الآن التكنولوجيا النووية.. وهذا يجعل التكنولوجيا النووية هي الخطر وليس السلاح النووي.‏‏

إنها سياسة التسخين والتوتر والإحباط في العالم.. ولا سيما في منطقتنا..‏‏

ومنذ تصدت الولايات المتحدة لرعاية مشروع السلام في هذه المنطقة, مررته من قنوات وأنابيب وألاعيب وحكايات كانت كافية لإحباط كل من يؤمن بالسلام خياراً استراتيجياً..‏‏

ومع ذلك ظل السلام وسيبقى خيارنا الاستراتيجي.. ولكن السلام »يحتاج جدية جميع الأطراف, والرعاية الدولية الجادة«.‏‏

فهل في الادعاءات الأميركية الجديدة ما يهدف لإحباط التوجه السوري الدائم للسلام?!‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية