تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محطة معالجة حمص تعمل بطاقتها العظمى..وإعادة تأهيلها برسم وزارة الإسكان!!

مراسلون
الخميس11-6-2009
سهيلة اسماعيل

للحديث عن محطة المعالجة في مدينة حمص شجون كثيرة قد لا يكون أولها موقع المحطة وليس آخرها التلوث الذي تسببه مضيفة سبباً آخر من أسباب التلوث في المدينة وكأن حمص لا يكفيها وجود الشركة العامة للأسمدة والمصفاة ومعمل الزيتون.

فالمحطة ولكي تستطيع القيام بما أنشئت من أجله أصبحت بحاجة إلى إعادة تأهيل من خلال نظافة الممرات والطرقات بين الأحواض في المحطة وتسويرها بشريط أخضر من الأشجار.‏

يقول المهندس سهيل ديب مدير شركة الصرف الصحي في حمص: كانت الدراسة التنفيذية للمحطة عام 1978 من قبل شركة إنكليزية مختصة بإنشاء محطات المعالجة، وكان الهدف من إنشائها تنقية مياه نهر العاصي حيث كانت مياه مجاري المدينة أحد أكبر مصادر التلوث للنهر، وقبل ذلك كان الـ B.O.D (الأكسجين البيولوجي المطلوب) لايتعدى 15 ملغ/م3، وعملياً أقلعت المحطة عام 1998 ومنذ ذلك التاريخ تعمل وفق ما صممت من أجله، إذ يتم ترحيل 150 طناً يومياً من مادة الحمأة المستخلصة من مياه المجاري إلى مكب يبعد عن مركز المدينة 70 كم، ويتم طمرها في جور فنية مغلقة ويرش المكب أسبوعياً بالمبيدات الحشرية، والمحطة تعالج 85 ألف م3 في اليوم بالإضافة إلى منصرفات معمل السكر والتي تقدر بـ 15 ألف م3.‏

ضرورة تأهيل المحطة‏

وعن ضرورة تأهيل المحطة أضاف المهندس ديب: إن الحمل الملوث للمياه القادمة إلى المحطة يزيد عن حمل ملوث التصميم، فالقدرة التصميمية للمحطة تبلغ 134 ألف م3 يومياً ونسبة الـ B.O.D 507 ملغ/ل وحالياً يبلغ التدفق الواصل إلى المحطة 85 ألف م3 باليوم ونسبة الـ B.O.D 800 ملغ/ل ما جعل المحطة تعمل بطاقتها العظمى، كما أن منصرفات معمل السكر تضيف عبئاً آخر على المحطة بسبب حملها الملوث العالي التركيز وحرارتها المرتفعة وكان من المقرر إنشاء محطة معالجة خاصة بالمعمل لتلافي هذا الموضوع لكن وزارة الصناعة لم توافق بسبب الكلفة العالية، زد على ذلك، أصبحت المحطة ضمن المخطط التنظيمي لمدينة حمص وشغل حرمها البالغ 1 كم بالسكن، لهذه الأسباب مجتمعة كان لابد من إعادة تأهيلها، وهناك توجيه من قبل الجهات المعنية في حمص للإعلان عن تأهيلها وتوسعها حتى عام 2035 ويتم التنسيق مع وزارة الإسكان والتعمير لإنجاز هذا الموضوع.‏

قصة الحمأة‏

للحمأة الناتجة عن معالجة المياه قصة قد يكون موقع المحطة سبباً في تعقيدها، فهي تجمع في أحواض تكثيف لتخفيف رطوبتها بما يعادل 3٪ ثم تعالج بمادة البوليمير وهي عبارة عن مادة كيميائية تسهل استخلاص المياه من الحمأة حيث يتم تخفيض الرطوبة إلى 70٪ بعد تمريرها على سيور ضاغطة مرشحة ثم ترحل إلى المكب الذي تحدثنا عنه ولأن الحمأة غير مثبتة أي أنها لم تتعرض لحرارة فهي غير صالحة لاستخدامها في مجال الزراعة وربما يتم استخدام الكميات المطمورة منذ عشر سنوات حيث يتم حالياً إجراء تحليل لها بالتعاون بين شركة الصرف الصحي وهيئة الطاقة الذرية لأنها تكون قد تخمرت بعد مرور هذه السنوات.‏

وبخصوص موضوع الحمأة وخلال الجولة التي قامت بها (الثورة) في موقع محطة المعالجة أفادنا المهندس أحمد مصطفى مدير المحطة أن الحمأة في محطة معالجة حمص هي مشروع غير استثماري، ففي دول العالم يدفعون مبالغ مالية لمن يأخذ كميات منها ويضعها في أرضه، أما في بلدنا فلا نستطيع القيام بهكذا أمر لأن المحطة لا تقوم بمعالجة الحمأة معالجة متكاملة وهذا الأمر غير موجود في تصميم المحطة، فهي تقوم بتخفيض رطوبتها فقط، لذلك لابد من إعادة تأهيل المحطة.‏

ولم يقتصر حديث المهندس مصطفى على قصة الحمأة وتقصير المحطة في معالجتها بشكل دقيق وإنما استند إلى خبرته في هذا المجال ومشاهداته في الدول التي زارها حيث يتم تأهيل محطات المعالجة كل خمس سنوات، ومن هذا المنطلق أصبح تصميم المحطة قديماً وهي بحاجة إلى تطوير وتأهيل وقد قمت بإعلام الجهات المعنية بهذا الخصوص وهناك إجراءات عملية للقيام بالمشروع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية