تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعيداً عن الأهل

شباب
الأربعاء 30/1/2008
لينا ديوب

يحتج اليافعون ذكورا واناثا على تقييد الأهل لحركتهم داخل المنزل وخارجه وخاصة عند العودة متأخرين, وفي مرحلة لاحقة تصبح المشكلة أكبر وتختبر نوعية علاقة الأهل بالأبناء , عندما يتعلق الأمر بإمكان (السكن وحيدا).

و إذا ما قارنا واقع شابنا بالشاب الغربي , فالشاب الغربي , عندما يبلغ سن النضج أي بعد سن الثامنة عشرة , يستطيع أن يتحمل مسؤولية كاملة عن نفسه وشخصه ويصبح له الحق من جملة ما يحق له أن يسكن وحيدا , علما بأن هذا الحق يصبح واجبا عليه في معظم الأحيان انطلاقا من مسؤوليته عن ذاته .‏

أما عندنا فإن النضج والمسؤولية عند الشاب تتعثران كثيرا, وتتحولان الى عبء لأسباب متعددة , اقتصادية اجتماعية مرتبطة ببنيوية العلاقة داخل أنماط الأسر السائدة في مجتمعنا .‏

وهذا موضوع مهم جدا,إن مفهوم السيادة الذاتية عند الشخص على وجوده وحركته واستقلاليته الاقتصادية , وفكره وحياته عامة لا يملكها بقدر ما هي ملك للمحيط والأسرة والأهل , وكأن الأهل يتقمصون جسد الأبناء .‏

فيظهر ما يسمى غيرية وتضحية عند الأهل صحيح على الصعيد الاقتصادي ولكنه ذاتية وأنانية على صعيد العلاقات الانسانية النفسية.‏

ولانجد أهلا يخرجون نسبيا عن النمط التقليدي الا بنسب قليلة , يعطون للأبناء فرصة للتنفس والتجديد بعيدا عن عيونهم وبعيدا عن عيون المجتمع.‏

فهل صحيح أن ما يمكن أن يقوم به الأبناء خارج إطار الأهل يؤثر على سمعتهم أمام الرأي العام .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية