|
آراء ففي ذاكرتها ستبقى دمشق التي زارتها مؤخرا وألقت في معهد (ثربانتس) محاضرتها بعنوان
(الأدب الكتالوني في مواجهة العولمة), ستبقى عالقة الى زمن غير محدود. وأكثر من ذلك,كما قالت في مقابلة صحفية أجريت معها قبل مغادرتها دمشق ,إنها ستحرض أصدقاءها وأقاربها على زيارة دمشق للتعرف إليها والى أهلها. ونفهم من قولها أنها (ستحرض) أصدقاءها وأقرباءها على زيارة دمشق لا أن تدعوهم فقط للقيام بزيارتها,إن دمشق استطاعت أن تغرس ذاتها في ذاكرتها الى درجة حملها على قول مثل هذه العبارة. ومن يعرف دمشق على حقيقتها, لن يفاجأ بمثل هذه الوقفة من قبل زائر أجنبي لها, وخصوصا عندما يكون أديبا أو فنانا, لأنه سرعان ما سيكتشف أنه في موقع يضم بين أطرافه جملة من العناصر التي توحي لزائرها بأنه قد حظي بفرصة كان يتمناها منذ القدم ولكن ! وقد فهمنا من قول الأديبة ( رييرا ) إنها كانت مضللة بالدعايات المسيئة الى بلدنا , ومجتمعنا , وإنها اكتشفت في زيارتها لدمشق , زيف تلك الدعايات قالت :( لقد حذرني الكثيرون من زيارة دمشق بسبب الدعاية الأمريكية و لا نعتقد أن ثمة مايلزمها لقول ذلك فهي استاذة جامعية في اسبانيا جامعة برشلونة , وبكل وضوح تعترف بأن تأثير الثقافة العربية له الحضور في الثقافة الاسبانية حتى أيامنا هذه . ومعروف عن السيدة ( كارميه رييرا)أنها من الوجوه الأدبية اللامعة في اسبانيا ولهاالعديد من الأعمال الروائية التي لقيت رواجاً بين قراء الاسبانية , ومنهم على سبيل المثال رواية صيف انكليزي ورواية من أجل السماء وأبعد من ذلك ومعروف عنها أيضاً أنها تحذر من خطر العولمة في مجمل كتاباتها وأ حاديثها ومن الأمثلة التي تسوقها برهاناً على سوء نوايا العولمة رواية ( شيفرة دافنشي ) التي حظيت بشهرة عالمية منذ فترة وتلقت سيلاً من الانتقادات المشككة بمصداقية الهدف من نشرها ان مناسبة الاشارة الى حضور الأديبة الاسبانية وقولها بأنها سعدت بزيارة دمشق وسعيها لاقناع آخرين لزيارتها تستدعي منا في الوقت ذاته السعي لتعميق العلاقات الثقافية والفنية مع أصدقائنا الاسبان فضلاً عن تشجيعهم على المستوى السياحي لتعريفهم بالبلد الذي لايزال له حضور ثقافي وفني في أرجاء عديدة من اسبانيا وبالتالي في ذاكرة أبنائها وذلك بحكم التاريخ القديم وبحكم تكامل الحضارات فيما بينها في الوقت الراهن وعلى غرار قول الأديبة الاسبانية نحن الاسبان نحب العرب كثيراً ولاسيما سورية ذات الثقافة والتاريخ كذلك نحن في سورية نحب أصدقاءنا الاسبان لأنهم أوفياء لحقائق التاريخ لا على غرار من نراهم حولنا هذه الأيام يتنكرون لهذه الحقائق بل ويحاولون تشويهها بأية وسيلة وكيفما اتفق . dr -iouka@ maktoob .com |
|