تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لاتحتمل البخل العاطفي

مجتمع
الأربعاء 30/1/2008
تغريد الجباوي

النظرة الحانية والكلمة الدافئة ثروة المرأة ورصيدها في الحياة

قدمها رجل لشاب ليلة زواجه قال:‏

(إن كل امرأة تحب أن يقال لها إنك تحبها) لا في شهر العسل فقط, بل على مدار السنين وكل يوم, والمرأة لاتمل هذه الجملة مادامت تخبرها وتروي لها بوسائل مختلفة إنك تحبها وإن أكبر خطأ ترتكبه في حياتك, أن تجعلها تسألك دائماً:( هل تحبها) ثم تجيبها كالعادة ولا تفكير طبعاً أحبك, فاعلم عندئذ أنك انتهيت من حياتها. لاشك أن الإغداق العاطفي والتدفق الفكري من الرجل, هو أبسط الأساليب وأسهلها وأقواها تأثيراً وديمومة في السيطرة على قلب حواء وفكرها والهيمنة على أحاسيسها, لكن للأسف معظم الرجال ورغم ماحققوه من علم وثقافة ووعي لايزال ( (سي السيد) يسكن تحت جلدهم.‏

تقول علياء الحسن 35 سنة:بيني وبين زوجي علاقة متشنجة غالباً, فهو لايبادلني الكلمة الحلوة, وأشعر بالغربة في حياتي الزوجية, ومعظم عصبيتي وتصرفاتي تأتي نتيجة بخله العاطفي والذي لايكلفه سوى الكلمة العذبة, وعندما أسأله هل تحبني? يقول: أنت تعرفين, وكأنه سؤال لامعنى له ولافائدة ولا يشعر بما تضفيه هذه الكلمة من احاسيس وما تجدده من حياة.‏

- تقول ( ميساء الهدى) 28 سنة: أحب زوجي حباً جنونياً, لكني دون وعي أتعامل معه بعصبية, وأشعر أن المشكلات بيننا تخلق بسبب ودون سبب, وأنا من يصعّد الموقف وكل هذا نتيجة البخل العاطفي الذي يمارسه زوجي, وكلما سألته عن السبب يقول: دون أن أقولها حرفياً, أنت تعرفين حقيقة مشاعري, ولا أعرف استخدام ألفاظ الحب.‏

تقول تغريد يوسف 28 سنة: أحب زوجي كثيراً لأنه يثبت لي كل لحظة أنه حبيبي وزوجي وعالمي الخاص, وذلك من خلال كلماته وتصرفاته و طيبته وخوفه على مشاعري, علماً أنني لم أتزوجه عن حب, وتزوجنا حسب الطريقة التقليدية إلا أنني وفقت بهذا الرجل المثالي الكريم بأخلاقه ومشاعره.‏

ويبقى السؤال ما الجهد الذي يقدمه الرجل وما الخسارة التي تصيبه حتى يتكرم, ويتعطف على امرأته بنظرة حانية, أو كلمة دافئة? وهل يدرك الرجل أن عنف المرأة وعصبيتها, وكل هذه التصرفات التي تثير أعصابه وغضبه ماهي إلا نتيجة حتمية لإهماله أحاسيسها, وردة فعل للامبالاة التي يتعامل بها مع احتياجاتها العاطفية?.‏

يقول ( محمد الوعر) 40 سنة: أعتقد أن الرجل الذكي هو من يعرف كيف يتكلم مع امرأة وكيف يشعرها أنها حبيبته وأنها أهم مافي الدنيا, والمرأة برأيي مخلوق طيب وضعيف وما عصبية المرأة وقهرها إلا نتيجة تقصير الرجل وإهماله لمشاعرها الرقيقة التي من الممكن أن يجيبها بكلمة ( أحبك يازوجتي ويا أم أولادي).‏

محمد الكهل 30 سنة: زوجتي تجبرني على الكلام الجميل لأنها لا تكف عن التحدث معي بطريقة شاعرية حتى في أصعب اللحظات, إنها لا تناديني با سمي وكثيراً ما تستخدم كلمة ( حبيبي , حياتي, عمري) وأنا اعتبرها امرأة ناجحة وجديرة بالاحترام, لأنها جعلت نفسها كل حياتي وجعلتني كل حياتها.‏

البخل العاطفي ظاهرة اجتماعية سيئة‏

يقول الباحث الاجتماعي والتربوي عبد العزيز الخضرا: علينا أن نعرف أن الكلمة الحلوة تخرج الحية من وكرها.‏

والبخل العاطفي ظاهرة اجتماعية سيئة, ولاتضاهيها ظاهرة أسوأ منها, لأنها ملك أيدينا وضمن امكانياتنا فلا تكلفنا مجهوداً ولا تنقص من رجولتنا وكرامتنا, فالكلمة الحلوة تعطي المرأة إحساساً بأنوثتها وأهميتها وكيانها وتجعلها أكثر قدرة على تحمل مصاعب الحياة ومتاعبها الكثيرة, وكثيراً ما نجد نساء يتحدثن عن مشقة الحياة قائلات: إنه عذاب جميل لأن الزوج هنا يكون قد عوض الجانب النفسي للمرأة وجعلها تنظر للحياة نظرة جميلة رغم قساوة الحياة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية