|
شؤون سياسية كي لاتذهب جهود المصالحة العربية أدراج الرياح وبالتالي كي نقف على ماأعطتنا إياه من أمل جديد على أقدام ثابتة وأرض صلبة للانطلاق نحو المستقبل المنشود. وإذا كان العرب قد حصدوا عبر جولاتهم السابقة مع الكيان الإرهابي على فشل تلو الفشل لأنهم لم يمتلكوا الاستراتيجية المطلوبة لخوضهم الصراع مع العدو الصهيوني بتوحيد طاقاتهم، فإن الحال العربية اليوم تستدعي تبني استراتيجية عربية جديدة تبلور موقفاً موحداً حيال القضايا الجوهرية. ووضع ثقلهم لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتشجيع الحوار الفلسطيني الفلسطيني لأن الوضع الفلسطيني الداخلي ليس في واقع الحال سوى صورة مصغرة عن حال الوضع العربي، ونسخة طبق الأصل عنه لأن الحالين طرفا معادلة عندما يكون الأول فيها معافى سليماً يصبح حال الثاني كنتيجة طبيعية متطابقة مع الحال الأولى وهذا الحال قائم مع واقعنا العربي الحالي. فحينما بدأت بوادر المصالحة العربية العربية تؤتي ثمارها تمهيداً وتهيئة للقمة العربية في الدوحة دخل الفلسطينيون مرحلة مهمة في نبذ خلافاتهم والعودة إلى توحيد كلمتهم لمواجهة العدو المشترك لهم وللأمة العربية جمعاء، وكل تمنيات جموع ملايين العرب من المحيط إلى الخليج تدعم توجههم لإنجاح الحوار بما يخدم القضية الفلسطينية. إن قمة الدوحة المنتظرة ستكون بلاشك أمل الجميع في جمع الكلمة وتوحيد الصف والانتقال لمرحلة عربية متميزة من الأداء القومي المطلوب حيال عدو غاصب لن يذعن إلا للغة القوة ولاسيما أن هذا العدو فرز في انتخاباته الأخيرة ماهو أكثر من متطرف وإرهابي وتبين في آخر استطلاع اسرائيلي أجرته مؤخراً صحيفة هآرتس أن أكثر من 75 بالمئة من الإسرائيليين هم مع تلك النتائج التي أفرزتها صفوف القوى في المجتمع الصهيوني لصالح ذاك اليمين المتشدد والمتطرف الذي يرفع اللاءات المشهورة لعصابات الهاغاناه لتهويد ماتبقى من فلسطين وطرد ماتبقى من الفلسطينيين والمزيد المزيد من الاستيطان اليهودي. إن الواقع العربي يتطلب رص الصفوف لمواجهة اللاءات الصهيونية القادمة، والعرب قادرون في نفس الوقت على امتلاك إرادة التحدي ولفظ ثوب التردد واللامبالاة وإطلاق صرخة مدوية كما شهدناها في مواجهة صيف عام 2006 في جنوب لبنان ومواجهة غزة شتاء 2009 لأنه لدى هذه الأمة كل الإمكانيات وكل المؤهلات كي تجعل الغير يحسب لها ألف حساب وبالتالي لدى هذه الأمة مايجعلها السند القوي والحاسم للقضية الفلسطينية. إن غزة المنكوبة كحال فلسطين المغتصبة لايكفيها قوافل المساعدات الإنسانية التي لاتدخل إليها إلا من خلال القطارة الاسرائيلية فيما اسرائيل ناشطة مع قوى العالم الغربي وعلى رأسها قوى حلف الأطلسي لمحاصرة آخر بؤرة عربية رفعت لواء المقاومة المسلحة في وجه الغاصب ولحرمانها من أبسط مقومات البقاء وتموينها بالسلاح. إنه عام شبيه بالعام 1948 وكي لاتجد فيه القضية الفلسطينية نفسها في مهب الريح فإن قمة الدوحة العربية منوط بها أن تتحمل المسؤولية بأمانة ومسؤولية، وأن تكون بحق قمة استثنائية نشهد فيها وبها مطلع فجر عربي جديد يعيد لنا العزة والكرامة والسيادة.. إن العدو الصهيوني كشر عن أنيابه من جديد عندما انتخب لقيادته الجديدة رموز العنصرية والإرهاب وسط ترحيب ومباركة من بعض دول الغرب وفوق كل هذا يسارع هذا الغرب الديمقراطي الحضاري لحماية أمن هذا الكيان العنصري الإرهابي وكذا..، فما على أمة العرب إلا أن تصحو من سباتها وتجمع قواها لمواجهة الأخطار القادمة. |
|