|
ملحق ثقافي
كأن يكون هناك منهاج خاص لتعليم آلة العود، وآخر لآلة القانون وثالث للناي. فكل معلم يعلم تلامذته بشكل مختلف عن اللآخر، بحيث أن الطالب يتعلم العزف على الآلة دون اكتشاف أسرارها ومعرفة أجزائها ومهمة كل منها. ومن هنا تأتي أهمية الكتاب الصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، والذي يحمل عنوان (المنهج التعليمي لآلة القانون الموسيقية) لمؤلفه الموسيقي الكبير سليم سروة عازف القانون والمؤلف الموسيقي والملحن. ووضع سليم سروة في الكتاب عصارة خبرة خمسة وستين عاماً من التعامل مع آلة القانون عزفاً وتدريساً لها. لذلك جاء الكتاب متكاملاً. فإضافة إلى الجوانب التقنية العملية فيما يتعلق بتعليم الطريقة المثلى للعزف على القانون، هناك القسم النظري الذي يعرف بأجزاء القانون ومهمة كل جزء منها. ثم دروس عملية في كيفية تنفيذ المقامات الموسيقية على الآلة. كما ضم الكتاب مجموعة من التمارين حرص المؤلف على أن تكون منوعة فيها الألحان الشعبية المعروفة والقوالب الموسيقية كالبشرف واللونغا. وتضمن أيضاً تمرينات على بعض القوالب الموسقية الغربية، كي يرفع من تقنيات العزف عند الطالب. وقد استفاد المؤلف في ذلك من معرفته بطرائق العزف على البيانو التي تعلمها في بداياته. وقبل كل ذلك تضمن الكتاب دروساً في تعليم النوته الموسيقية للمتعلم بحيث يصبح في النهاية عازفاً بشكل علمي، ومجيداً لقراءة النوتة الموسيقية والعزف وفقها. وبذلك جاء الكتاب شاملاً، ليس لآلة القانون فقط، وإنما للنوتة والقوالب الموسيقية. وهي معلومات ضرورية لكل موسيقي. وفي الصفحات الأولى من الكتاب لمحة موسعة عن تاريخ آلة القانون هذه الآلة العربية الصميمة التي ابتكرها العالم العربي الفارابي. وبذلك يكون الكتاب مفيداً ليس لطلاب العزف على القانون، وإنما يحتوي على ثقافة عامة عن القانون لكل قارئ. وكتاب (المنهج التعليمي لآلة القانون) يقع في نحو خمسمئة من الصفحات بالقطع الكبير. وتضمن مدخلاً وخمسة أجزاء. تضمن الأول منها تمارين ودروساً عملية على علامات التحويل. والثاني مجموعة من التمارين على الجزء الأول. أما الجزء الثالث فتناول العلامات والنغمات والدرجات الموسيقية المستخدمة في القانون. واحتوى الجزء الرابع على مقطوعات موسيقية موضوعة لآلة القانون، ليختتم الكتاب بالجزء الخامس الذي يعرف بأجزاء القانون وطريقة دوزنته، وأنواع العزف على القانون. |
|