|
البقعة الساخنة بل إنه صار يدقق في أصل المعلومات والأرقام التي تتحدث عنها التصريحات الأميركية المختلفة؛ سواء تعلق الأمر بالاقتصاد أم بالسياسة. ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأميركية قدّم مؤخراً جملة وقائع وعدداً من الأرقام المالية التي تخص التنظيم الإرهابي «داعش»؛ من دون أن يشير ولو مجرد إشارة إلى المصادر التي حصل منها على المعلومات والأرقام التي أوردها، ولم يشر أيضاً إلى الدول والمافيات التي تتعامل مع «داعش» والتي توفر له تمويلاً هو «الأفضل» في العالم، كما قال!!. كوهين الذي قال أيضاً إن «داعش» حصل خلال العام 2014 على 20 مليون دولار كفدية فرضها أو ابتزّ بها دولاً وجهات دولية لإطلاق رهائن اختطفهم في سورية والعراق، لم يأت على ذكر أحد من هذه الجهات؛ متجاهلاً التقرير الصادر عن بلاده الذي يضع قطر في مرتبة تتقدم فيها على «السعودية» بتمويل الإرهاب بطرق متعددة إحداها طريقة دفع الفدى للإرهابيين. وقدر كوهين أن «داعش» يحصل يومياً على مليون دولار فقط من تجارة النفط الذي يسرقه من حقول سورية والعراق النفطية، ليؤكد بذلك أنه يمتلك جرأة الإعلان عن الأرقام إياها؛ وليقول أن لديه المقدرة على تحديدها بدقة؛ لكنه في المقابل لا يعرف؛ أو لا يريد أن يفصح عن الجهات الدولية والإقليمية التي تتسوق من «داعش» كميات النفط المسروقة، متجاهلاً بذلك كل ما يعرفه العالم عن تركيا وعلاقتها مع «داعش» و»النصرة» وبقية التنظيمات الإرهابية العاملة في المنطقة!!. استغباء العالم والاستخفاف به صار غير ممكن بالمطلق، وإذا كان لدى واشنطن الرغبة في أن تجعل العالم يُصدق ما تقول وتدعي؛ فعليها أن تحترم الآخر قولاً وعملاً، وإذا كانت تتحدث عن خطة مزعومة لها تهدف إلى تجفيف منابع تمويل «داعش» وتقول أنها تشتغل عليها مع شركائها الاقليميين والدوليين، فعليها أن تسمي هؤلاء الشركاء، وأن تسمي أيضاً الذين يمولون الإرهاب، وهي تعرفهم جيداً؛ بل إنها ربما تعرف الأرقام المتسلسلة لكل دولار يحصل عليه إرهابيو داعش؛ وكذلك الفئات النقدية منه. عندما نتحدث عن «داعش» وتمويله؛ سواء عن طريق اتجاره بالنفط المسروق؛ أو عن طريق الفدى التي تُدفع له لإطلاق المخطوفين لديه؛ أو عن طريق اتجاره بالآثار المسروقة، فنحن نتحدث عن منطقة جغرافية محددة؛ ولا نتحدث عن مجاهيل، وبالمعلومات، فإن تركيا الحليف والشريك الإقليمي لأميركا؛ هي المتورط رقم واحد مع إرهابيي داعش. وبالمعلومات أيضاً، فإن السعودية وقطر كتابعين وشريكين لأميركا؛ هما الممول رقم واحد للإرهاب في العالم والمنطقة «قاعدة ودواعش وإخوان»، وبالتالي فعلى أميركا أن تكف عن الكذب؛ وعليها أن تعترف بأنها المدير الحقيقي؛ والموجه الفعلي للإرهابيين وداعميهم في المنطقة والعالم، وعليها أن تستعد للمساءلة، لا أن تستعد لعرقلة المشروع الروسي المطروح على مجلس الأمن لمنع تمويل الإرهاب. |
|