|
الصفحة الاولى في ثلاثة أيام تلت إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة دمرت الغارات الأردنية لوحدها ستين هدفا لداعش بين ثكنات ومخازن سلاح وأماكن إقامة وتجمعات «عن بكرة أبيها» حسب التوصيف الرسمي الأردني.. فلماذا يعجز الأميركيون حيث ينجح «النشامى»؟ الجنرال الأميركي جون آلن، منسق التحالف الدولي ضد داعش سيزور دول شرق آسيا لتوسيع التحالف، فيما اللواء الركن منصور الجبور قائد سلاح الجو الأردني يقول: «إننا مصممون على مسح هذه العصابة الارهابية».. فلماذا يتكبد الجنرال آلن مشقات السفر ومذلة تسول المساعدة من هنا وهناك علماً أن تحالفه يضم 62 دولة بينها الأردن؟ سياسياً، يتحدث الرئيس الأميركي أوباما ويعيد، بمناسبة ومن دون مناسبة، عن حرب مريرة ستطول لسنوات ضد داعش.. فيما نائب في البرلمان الأردني يعد برد أردني «قوي ومزلزل» يمحو داعش عن خرائط الجغرافيا وصفحات التاريخ.. وبفرقة أردنية مدرعة فقط! ترى، هل تبادلتا كل من الولايات المتحدة الأميركية والأردن اسميهما فغدت أميركا هي الأردن وصار الأردن أميركا... زمن من وماذا هذا الذي نعيش؟ لماذا كل هذا البرود والعجز الأميركي، ولماذا في المقابل كل هذا الورم الأردني الطارىء.. أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟ ولماذا يعد الجنرال الأميركي المتسول آلن وكالة الأنباء الأردنية «بترا» باقتراب موعد الهجوم البري ضد داعش بقيادة القوات العراقية وبـ «إسناد من دول التحالف».. فما معنى وحجم هذا الإسناد؟ مفارقات مذهلة حقاً.. وربما مضحكة، وتساؤلات أكثر إذهالاً تدور حولها، والأرجح أن مراقباً بسيطاً ومتواضعاً لما يجري سيتوه حتماً بين محاولات تفسير «النذالة» الأميركية الدائمة في هذا المشهد السياسي المتواصل، في مقابل محاولات تعليل «الشهامة» الأردنية الطارئة والموازية لها.. لكن، في كلا الحالين لن يصدق هو ولن نصدق نحن أن ما يجري حقيقي!! |
|