تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوهام مريضة

نافذة على حدث
الثلاثاء10-2-2015
عبد الحليم سعود

مما تناقلته قنوات التضليل الناطقة باللغة العربية مؤخراً هو أن وزير خارجية أميركا الأسبق جيمس بيكر يعتزم العودة إلى الحياة السياسية بخطة «محكمة» لحل مشكلات منطقتنا المعقدة وعلى رأسها القضاء على تنظيم داعش الإرهابي ومن ثم إجراء التغيير المزعوم في سورية، وحسب التسريبات المسمومة التي كشفتها قناة «العربية» فإن الجمهوريين يطمحون لعودة آل بوش إلى البيت الأبيض على أنقاض حكم أوباما وأنهم سيعهدون إلى تركيا ـ أردوغان مهمة تنفيذ هذه الخطة الخرافية المذهلة..؟!!

إذا صحّت هذه البروباغندا التي يروجها بوق الدعاية الخليجية الرخيص ـ المشهور بالمبالغة والافتراء والتضخيم ـ فإن بيكر إما مصاب بالزهايمر السياسي ولم يعد قادراً على القراءة أو استخلاص العبر والدروس التي أفرزتها الأزمة في سورية، أو أنه أدمن الكحول ـ وتعاطي الكحول عادة قديمة عند آل بوش ـ بحيث لم يعد قادراً على الخروج من سكرته كي يوضح فكرته، وأول هذه الدروس يلخصه عجز حلف التآمر والعدوان مجتمعاً طوال أربع سنوات عن فك رموز قوة سورية وصمودها، بحيث تبدو تركيا ضئيلة الحجم والشأن من أن تستطيعه بمفردها، فما جبُن الحلفاء الكثر عن فعله من غير الجائز أن يجرؤ عليه وكيل تافه يتلطى خلف «الناتو» مهما بلغت به الحماقة والحقد.‏

الغريب أنه رغم التجارب الفاشلة والإخفاقات المتكررة على كل صعيد للسياسة الأميركية لا يزال بعض أغبياء المنطقة ينسجون حولهم شرانق من الأوهام المريضة علهم يحققوا ما عجزت عنه أقوى قوة شر في العالم، كما هو حال ملك الأردن الذي أخذته الحمية فظن نفسه بطلاً.‏

الرواية التي يتم تسويقها حول خطة بيكر المزعومة لا تخرج عن كونها أضغاث أحلام لإعلام استهلك نفسه في نشر وتلفيق الأكاذيب والشائعات، فالرجل الذي انتهت صلاحيته السياسية منذ زمن لا يمكنه أن يفعل شيئأ سوى أن يتحول إلى «شاهد عيان» على حقبة جديدة من حقب الانحطاط والانهيار الأميركي الوشيك على المسرح الدولي لا أكثر..؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية