|
خَطٌ على الورق أعتقد أن مقدرةً على تحمل هذا العنف تنموفينا باستمرار.. نتيجة الاعتياد الناجم عن وفرة العرض.. العنف في كل مكان.. وبأبشع وأشد صوره وحشية.. ويمارس مرة باسم الله – حاشى لله – ومرة باسم الشعب ؟! ومرة من أجل جدارة الحياة والثقافة في ظل العولمة الامبريالية.. تذكروا ما تشاهدونه ويشاهده العالم من عنف وجريمة تصور بأفضل التقنيات في السينما العالمية التي أصبحت تختصرها السينما الاميركية. طبعاً شاهدت قبل هذا الشريط على وسائط الاتصال ووسائل الإعلام، العديد من حالات الفظائع والجرائم النكراء لدى عصابات الارهاب ولاسيما التي ارتكبت في هذا البلد الذي كان الأمن والأمان أغنيته ونشيده.. وقبل ذلك قرأت عن جرائم للحرق والقتل والسحل عبر التاريخ.. لكن مع تطور قدرة الاعلام ورفع السوية التقنية لوسائط الاتصال أصبحت أشرطة وصور الفظائع تستجيب لرغبات الراغبين المحبين لهذا النوع من الاعلام والثقافة. أتراه عرض هذه الأشرطة والمشاهد عمل مقصود بحد ذاته ؟ وموظف لغايات يعنيها الناشر أومشغلوه ؟ لم تتردد منظمات الارهاب في اعلان غايتها من النشر بوضوح ! فهي ترى في بس الرعب والخوف في قلوب «الكفار» أحد أهم أسلحتها.. وقد قدمت لها وسائط الاتصال الجماهيري «الاجتماعية» الاداة الرئيسية لتنفيذ غزوتها المباركة هذه لبث الرعب في قلوب الكفار. هؤلاء التكفيريون الكافرون، قادمون من وراء التاريخ يكرهون الحياة والانسان والجمال والحب.. ويحبون الموت.. ويتمتعون بالذبح ورائحة الدم.. ابتغاء مرضاة الله ودخول الجنة ؟؟!! لكن ما بالهم أولئك الذين يشرفون على عريض القطاعات الثقافية والاعلامية في العالم ؟! هل هم يستهينون بأثر هذا النشر الكبير لهذه العروض وتلك الثقافة، على البشر في تحويلهم إلى وحوش أين من وحشيتهم سلوك وحوش الغابة ؟؟!! أم أنهم أيضاً يسيّسون هذه الثقافة.. ثقافة العنف والجريمة وماتتضمنه من ولوغ بالدم البشري.. تذكروا معي مايعرض علينا بأبهى الصور من مشاهد السينما الغربية والأميركية تحديداّ.. تذكروا الأشرطة السينمائية المتقنة التي سعت لتقرب إلى عقولنا مشاهد نهايات العالم والمصير الأسود للبشرية. ثم تابعوا الاعلام.. تابعوا الفضائيات.. حتى الاخبارية منها.. ولاسيما الفاعلة، فأنا لاأعني الاعلام عديم الفاعلية «اعلام لاأسود ولاأبيض.. لامعنى ولا طعم ولالون ولارائحة..» بل الاعلام المحسود على مقدرته.. هل يشعر أحدكم أن ثمة شيئاً مقصوداً في تدوير ونشر هذه المشاهد..؟ شاهدوهم يتعيشون كالذباب الموسمي على الحالة المأساوية للشعب السوري.. يريدوننا أن نتعايش مع حقيقة أننا شعب نصفه من القتلة ونصفه من المقتولين.. نصفه مشرد ونصفه في مراكز الإيواء.. نصفه يأكل ونصفه جائع..إلخ.. فما أن تنتهي من مشاهدة فضائية شقيقة أوصديقة أوعدوة حتى تشعر برغبة شديدة بالتقيؤ وتصاب بالهزال إلى درجة اليأس... فمن يزرع فينا بقية أمل...؟! |
|