تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عين العرب .. الأنموذج

البقعة الساخنة
الخميس 23-10-2014
مصطفى المقداد

شكلت ماكينة الإعلام التآمري أحد أهم أذرع العدوان على سورية ، وكانت الأكاذيب والروايات والقصص التضليلية سلسلة طويلة من محاولات التخريب المستمرة ، وكانت الصورة التي تقدم على الشاشات التآمرية في كل مرة تظهر إحدى المناطق

وكأنها المكان الذي ستنطلق منه معركة إسقاط سورية والدولة وإسقاط نظامها الوطني فكانت معركة بابا عمرو المنيعة ، لكنها سقطت تحت أقدام بواسل جيشنا البطل ، وكانت القصير المحطة التي لن تستعاد وستمثل الخطوة نحو سقوط دمشق وإلحاقها بركب الصهيونية ، لكنها تحررت بأقل عدد من الشهداء وخسائر لا تذكر وتكرر الأمر في المليحة ويبرود والقلمون كلها والكثير من المناطق وصولا إلى عين العرب الحدودية التي تخوض معركة تختلف من حيث الشكل عن غيرها من المواقع ، لكنها تمثل جوهر الصراع الواحد ما بين الوطن من جانب والإرهاب والعدوان الغربي من جانب آخر .‏

يخوض المواطنون السوريون - الاكراد في غالبيتهم - معركة الدفاع عن الوطن أمام هجوم تنظيم داعش المستمر منذ شهر مدعوماً بقوى غربية وتركية بشكل واضح مستغلة عملية التنفيذ الانتقائية لقرار مجلس الأمن رقم 2170 والالتفاف عليه والشروع بتنفيذ هجمات بالطيران دون تنسيق في إطار الأمم المتحدة ، فيما يمثل الائتلاف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة اجتهاداً غير محمود العواقب ، ولن يجني إلا المزيد من الخسائر .‏

صور ومواقف وتصريحات متناقضة بشأن عين العرب مترافقة مع عمليات قصف جوي استعراضية حولت المعركة إلى عملية كروفر متكررة دون أن تضع لها نهايات محددة ، إذ إن المدينة التي يقارب عدد سكانها نصف المليون والمحاذية مباشرة للحدود التركية خرجت مناضلين أكراداً حملوا لواء المطالبة بحقوق إخوانهم في الجانب التركي ، الأمر الذي يدفع تركيا أردوغان - أوغلو لتقديم مساعدات مؤكدة لتنظيم داعش ومنع عودة أبناء عين العرب من تركيا للمساهمة في الدفاع عن مدينتهم فيما الإدارة الأميركية تمضي في سياستها الهادفة إلى زيادة أمد الأزمة واستمرار الصراع والمزيد من الخسائر والدمار والقتل خدمة للمشروع الاستعماري الأكبر و لكن عين العرب كأرض سورية لن تختلف في مصيرها عن بقية المدن والقرى السورية التي واجهت الإرهاب زمناً ، لكنها لفظته وهزمته في نهاية المطاف .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية