|
رؤية ثمة نوعٌ من الأبواب تتوارى خلف المعتم من يومياتك.. مصائبك.. وهالات سوادٍ تحار فيما تجتمع حولك.. هل فكرّنا أن كمية الأسود ستُظهر يوماً جماليات كل البياض المقابل لها..؟ كيف يمكن قلب ميزان الأمور من السلبي إلى مطلق الإيجابي..؟ هل علينا أن نتبع طريقة الكاتبة الأيرلندية «سيسيليا أهيرن» في روايتها (كيف تقع في الحب) وسيلةً تمنحنا مزيداً من خبرات دعم الذات وطرق التفكير الإيجابي..؟ الطريف أن الكاتبة تعترف بأحد حواراتها: «كنت قد قرأت ما يكفي من كتب المساعدة الذاتية والعبارات الرامية لرفع الروح المعنوية، العشرة منها بفلس». هل يصادف أن تساعد تلك العبارات والتي (العشرة منها بفلس) ذوي الأرواح الضائعة.. الهائمين على وجه الحياة محاولين التقاط سببٍ لعيشهم..؟ على العموم، هي تسجّل تجربتها.. على طريقة الكثير ممن انخرطوا في مجال التنمية البشرية، موضة العصر الزاحف نحو الاحتفال بالكثير من فيديوهات من هذه النوعية. في «كيف تقع في الحب» عشرات العبارات الداعمة والإشارات إلى كتبٍ مثل: (42 نصيحة لهزيمة الأرق، كيف تعيش في مكانك السعيد، كيف تستعيد شهيتك لقمة بعد لقمة).. هل تحقق هكذا مؤلفات النتيجة المرجوة منها.. أم أنها تُبقي البعض صيداً سهلاً لفخ الوهم الملغّم ضمنها..؟ لعلها تصيب حيناً.. وسهواً.. لكنها لن تخطئ أبداً حين تكون مستمدّة من فلسفة أكثر عمقاً تعتمد «مبدأ الأمل».. وكلّما ذكرنا الأمل كانت ذكرى فيلسوفه الأشهر «أرنست بلوخ» الذي وضّح مفهومه مرةً قائلاً: (الأمل: هو اعتراف بأن الأفق مفتوح، وإقرار بأن المستقبل لن يكون إلا كما نريده، وليس معنى هذا أن الأمل بطبعه تهور واندفاع، بل إنه فى صميمه خلق وإبداع لأن بواسطته تنكشف لنا إمكانية التغير الذى يدعونا إلى العمل إلى تحقيق ما نصبو إليه). بالنسبة لنا نحن السوريين، في سنوات الحرب، بجعبة كل منّا تجربة تجترح الأمل أكثر مما يخط جميع مختصي دعم الذات ورفع الروح المعنوية. نحتاج روح الطمأنينة لنعيد فرش تجاربنا على ورق ذاكرةٍ لا تُنسى. |
|