تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نظرة من الداخل... كيف نحمي تميّز المبدع ?

فنون
الثلاثاء 28/3/2006
جهاد عبدو

حين أشاهد أطفالا يلعبون .. في البيت .. في الحديقة أو على شاطئ البحر .. يبنون قصورا من الرمل بلا حراس . يبتكرون قصصا بريئة مشوقة ..

يدندنون ألحانا لا تعرف المقامات.. يرسمون عوالم سحرية لم نعد نراها .. في مقدرة منهم على إعادة تنظيم عناصر الحقل الإدراكي ..يحضرني كل المبدعين وعشاق الخلق والابتكار..من موسيقيين وممثلين وتشكيليين, وراقصين ومخرجين ورياضيين وباحثين وعلماء ..‏

ولكن الكثيرين منا لا يعرف كيف يحمي هذا الميل الطبيعي نحو التفرد أو التميز ..أو الارتقاء . والذي له علاقة مباشرة بالخيال والإعلام .وتحتاج هذه الإبداعية لتظهر وتعطي‏

ثمارها إلى بيئة مناسبة .. مناخ وجداني دافئ .. دونه تتشوه وتضمحل ثم تندثر ببطء .. وتنسل من بين أيدينا .. لأن الكثيرين منا يريد أن يخضع المبدعين إلى نمط معين .. لا غبار عليه..يتشارك فيه الجميع بنفس المقاييس والمقومات, فننهال عليهم بالنقد,وكافة أنواع الحجج .. ونهمل إبداعاتهم , فلا نكاد نذكرها لأحد ..وإن حصل وقيمناها فإننا نفعل ذلك بمكيال العدد أو الوزن (كما سئل رسام لماذا كل هذه التكلفة ? كم سعر المواد التي استعملتها في إنجاز اللوحة ? ولماذا كل هذا الأجر للممثل الفلاني ? ما هو الجهد الذي بذله كي يستحق عليه كل ذلك الأجر.) وإن صدف وقدم هذا المبدع نتاجه في الغربة الكئيبة لغطى جهد سنين على أرضه التي هي له أكثر من أي مكان آخر ...!غيرنا لا يحرمهم إلى الأبد من أن يعبروا عن فرديتهم..ليكونوا كغيرهم .. وربما دونهم ...!‏

هل ننتظر كمبدعين هذه الفرصة التي سنحت للفنان العالمي غسان مسعود لوضع بصمة لا ينساها التاريخ في السينما العالمية ..? بوركت يا غسان .. امض قدما .. فأنت كغيرك من المبدعين السوريين تستحق أكثر مما أنت فيه الآن .. رغم أنه أتاك متأخرا .. لكنه أتى .‏

نحن ندرك تماما أنك مختلف عن الآخرين .. وأنك ستستخدم وسائلك الخاصة التي ولدت معك والتي عملت بكل إخلاص وتفان على صقلها وتطويرها لتكون حرا وتبدع في الزمن الراهن .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية