|
مجتمع أمي التي أعشق.. عودتنا طيلة حياتها التي عشناها في حضنها , على أن تتغلغل في حياتنا إلى حد إلغاء أهم وأعظم وأجمل شيء خلقت له (الحياة). حياتها التي وضعتها جانباً من أجلنا. أمي إمضاء الله على هذه الأرض, تنكرت لمباهج كثيرة في الحياة , ونحن بدورنا سرقنا منها مباهجها القليلة المتواضعة , حرمناها مثلاً متعة مشاهدة المسلسل العربي بعد نشرة الأخبار, فهناك دائماً مسلسل أوبرنامج آخر على القناة الأخرى , ثم لم يبد من المألوف لنا أن تجد الأم التي كرست حياتها للطهو وأعمال المنزل ورعاية الزوج والأولاد , وقتاً للقيام بأشياء تحبها, والغريب أننا لم نعرف ما إذا كانت أمي أحبت أشياء أخرى غيرنا. لقد تنكرت أمي لمفهوم الذات, تنكرت لكينونتها كامرأة, تحت أن تكون جميلة وأنيقة وموجودة لنفسها قبل أن تكون موجودة للآخر . أرى أمي فأحبها أكثر , وأشفق عليها أكثر, كنت ومازلت أتمنى لها حياة غير تلك الحياة, لكنني لا أملك حيال ذلك شيئاً , إلا أن أملك شيئاً واحداً, وهو أن أعض على حياتي بالنواجذ ككنز ثمين , مخافة أن يسرقها الآخرون, حتى وإن كانوا أعز الناس إلى قلبي مني, أحب أولادي, أحب أمومتي , وأعيشها كدور خلاق وجميل, لكنني أحب حياتي كامرأة بنفس القدر ربما أكثر, أشتهي أشياء كثيرة لنفسي , وأسعى للحصول عليها.. لاأشعر بالذنب حين أقول لا لمن أحب .. لاأحس أنني أهملت أولادي وبيتي حين أصرح علناً أنني متعبة وبحاجة للراحة . لا بأس بقليل من الأنانية وبشيء من حب الذات هذه هي الحياة فأنا لن أعيش في جلباب أمي. |
|