|
شؤون سياسية فكثر الحديث والتحليل عن القمة العربية والمواضيع التي ستطرح أمامها, وهي المواضيع التي تتراوح بين القضية الفلسطينية وهو الموضوع الذي لم يغب يوماً عن أجندة القمم العربية منذ أول قمة عربية عقدت في العام 1946 في أنشاص في مصر, إلى مواضيع تطرح للمرة الأولى أمام القمة العربية مثل قضية إقليم دارفور السوداني, بالإضافة إلى مواضيع التكامل الاقتصادي العربي ومنطقة التجارة العربية الحرة, وموضوع الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تم نشرها, والهجمة التي يتعرض لها لبنان وسورية, وموضوع الأمن العربي بجانبيه الأمني والثقافي-الاجتماعي وأخيراً موضوع الإصلاح في الجامعة العربية وتفعيل دوره وانتخاب أمين عام جديد لهذه المنظمة العربية المهمة.وبدورنا لن نخرج عن التقليد الإعلامي بالحديث عن القمة العربية, ولكننا سنحاول البدء بالحديث عن مؤسسة القمة العربية وتاريخها وأبرز المحطات التي مرت بها, على أمل أن نردفه بمقال آخر عن النتائج التي تصدر عن القمة العربية في الخرطوم وتحليل للبيان الختامي لها بدلاً من الوقوع في فخ التحليلات والتكهنات المسبقة. كانت المرحلة الأولى لفكرة عقد قمة تجمع رؤساء وملوك الدول العربية بعيد إنشاء الجامعة العربية عام 1945 ومع نيل الدول العربية استقلالها حيث كانت المؤتمرات الأولى بمثابة اجتماع يعقده رؤساء وملوك الدول العربية للرد على التحديات التي تواجه الأمة فكان مؤتمر القمة الأول في أنشاص (مصر) 28-29 أيار 1946 للرد على المخطط الصهيوني في فلسطين والرد على محاولات التقسيم, ومؤتمر القمة الثاني في بيروت (لبنان) 13-14 تشرين الأول 1956 لمناصرة مصر خلال العدوان الثلاثي (الفرنسي البريطاني الإسرائيلي). وبعد مؤتمر بيروت تم الاتفاق على إنشاء مؤسسة القمة العربية, حيث اتفق الملوك والرؤساء العرب على ضرورة الاجتماع بشكل دوري, وبذلك بدأت المرحلة الثانية في تاريخ القمم العربية, حيث تم عقد 12 قمة عربية عادية: 1 القاهرة (مصر) 13-17 كانون الثاني 1964. 2 الإسكندرية (مصر) 9-11 أيلول 1964. 3. الدار البيضاء (المغرب) 13-17 أيلول 1965. 4 الخرطوم (السودان) 29 آب - 1 أيلول 1967. 5 الرباط (المغرب) 23 كانون الأول 1969. 6 الجزائر (الجزائر) 26-29 تشرين الثاني 1973. 7 الرباط (المغرب) 26-29 تشرين الأول 1974. 8 القاهرة (مصر) 25-26 تشرين الأول 1976. 9 بغداد (العراق) 2-5 تشرين الثاني 1978 10 تونس (تونس) 20-22 تشرين الثاني 1979. 11 عمان (الأردن) 25-27 تشرين الثاني 1980. 12 فاس 1 (المغرب) 25 تشرين الثاني 1981 وفاس 2 (المغرب) 6-9 أيلول 1982, حيث تم تعليق جلسات القمة بعد اليوم الأول لها, وتم تحديد المكان نفسه في العام المقبل كموعد لمتابعة أعمال هذه القمة. وبعد مؤتمر (فاس 2) لم يتم تحديد مكان وموعد انعقاد القمة الدورية التالية مما أصاب مؤسسة القمة العربية بالعطالة ودام هذا الحال حتى مؤتمر القمة الاستثنائي في القاهرة عام( 2000) حيث تم الاتفاق على إعادة تفعيل مؤسسة القمة العربية عبر إطلاق اسم (الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة حيث تم تحديد الزمان نهاية شهر آذار من كل عام, على أن تستضيفها الدول العربية بحسب الترتيب الأبجدي, وأن يترأس رئيس أو ملك كل دولة مجلس الجامعة لحين انعقاد المؤتمر التالي, وتم حتى الآن عقد الدورات التالية: 1 عمان (الأردن) 27-28 آذار2001. 2 بيروت (لبنان) 27-28 آذار 2002, بعد أن تبادلت دولة الإمارات العربية المتحدة ولبنان ترتيبهما في استضافة القمم. 3 شرم الشيخ (مصر) 1 آذار 2003, حيث تم الاتفاق على أن تعقد هذه القمة في شرم الشيخ بدلاً من المنامة عاصمة البحرين على أن يبقى ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رئيساً لمجلس الجامعة. 4 تونس (تونس) 22-23 أيار 2004, بعد أن تم تأجيل القمة لحين حل الخلافات الناشبة حول جدول أعمال القمة والبيان الختامي لها. 5 الجزائر (الجزائر) 22-23 آذار 2005. وبذلك تكون القمة المقبلة في الخرطوم هي الدورة السادسة لمؤسسة القمة العربية تحت المسمى الجديد. وتم انعقاد عدد من القمم العربية خارج إطار مؤتمرات القمة العادية أو دورات مجلس الجامعة على مستوى القمة وأطلق على هذه القمم مسميات مختلفة (قمم عربية طارئة, قمم عربية استثنائية, مؤتمرات استثنائية) وتم عقد هذه القمم لأسباب مختلفة وهذه القمم هي: 1 طرابلس الغرب (ليبيا) 21 حزيران 1970 للمشاركة في احتفالات ليبيا بجلاء القواعد الأجنبية عن أرضها. 2 القاهرة (مصر) 27 أيلول 1970 لحل أزمة (أيلول الأسود) في الأردن. 3 الدار البيضاء (المغرب) 7-9 آب 1985 4 عمان (الأردن) 8-11 تشرين الثاني 1987, خصصت للحرب العراقية - الإيرانية. 5 الجزائر (الجزائر) 7-9 حزيران 1988. 6 الدار البيضاء (المغرب) 23-26 أيار 1989 وهي التي شهدت المصالحة السورية- المصرية وعودة مصر إلى الجامعة العربية.7 بغداد (العراق) 28-30 أيار 1990. 8 القاهرة (مصر) 9-10 آب 1990, خصصت لبحث غزو العراق للكويت. 9 القاهرة (مصر) 23 حزيران 1996 خصصت لبحث تداعيت وصول حزب الليكود واليمين الإسرائيلي إلى الحكم وتأثير ذلك على عملية السلام. 10 القاهرة (مصر) 27-28 آذار 2000, وخصصت لبحث موضوع الانتفاضة الفلسطينية الثانية إثر دخول شارون إلى المسجد الأقصى, وفيها تم إقرار آلية إعادة تفعيل مؤسسة القمة العربية كما سبق وأشرنا. وبذلك يكون مجموع القمم العربية التي عقدت حتى اليوم 27 قمة عربية, وتحمل قمة الخرطوم التي ستعقد هذه الأيام رقم 28 في الترتيب العام للقمم العربية, علماً أنه تم عقد العديد من القمم العربية المصغرة خارج إطار مؤسسة القمة العربية, مثل القمم الخاصة بمجلس التعاون الخليجي, والقمم المغاربية, وقمم جبهة الصمود والتصدي, والقمم الثلاثية بين سورية ومصر والسعودية والقمة السداسية في الرياض التي أقرت إنشاء قوات الردع العربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية. وتبقى مؤسسة القمة العربية -رغم جميع المصاعب والعطالات والانتقادات التي تعرضت لها- أعلى سلطة عربية مشتركة, وتبقى الرمز الأكبر إلى جانب جامعة الدول العربية لرغبة الشعوب العربية في التضامن في وجه التحديات والعمل المشترك من أجل تحسين الواقع العربي, ويبقى انعقاد دورات هذه المؤسسة بشكل دوري عاملاً يثير التفاؤل في أيام أفضل ستأتي يتكرس فيه العمل العربي المشترك والتضامن لما فيه مصلحة الشعوب العربية جمعاء في السياسة والاقتصاد والبيئة والثقافة والتنمية المستدامة.. |
|