|
البقعة الساخنة وإذا كان من الصعب الحديث عن إجابات محددة , فإن الأصعب يبدو طرح الأسئلة بحكم أن الواقع المتردي الذي وصلت إليه الأوضاع العربية لم يترك الكثير من مساحات التفاؤل للنظر أبعد مما توفره تلك الاستنتاجات أو مما تطرحه تلك الإشارات . ومع ذلك تبدو جملة من المؤشرات الهامة وقد طفت على السطح, يمكن الركون إليها للدلالة على ان ثمة اختراقأ قد تم بغض النظر عن حجمه ومساحة تاثيره ,ولكنه في كل الأحوال يؤسس لموقف يمكن أن يسمى بالخط الأخير الذي لا يسمح لأحد بتجاوزه . فالجميع يدرك أن هناك محاولات حثيثة بذلت وتبذل من أجل التشويش على القمة العربية وظروف انعقادها , وصل بعضها إلى حد التهديد بالحيلولة دون التئامها , وبعضها الأخر إلى توظيف غياب بعض القادة العرب للإيحاء بضعفها , أو محدودية القرارات التي يمكن أن تتبناها . الأكثر من ذلك أن البعض من تلك المقولات ذهب للحديث عن شروط وضعت وأخرى قيد المساومة , وثالثة قيد التفاوض , وأن ما تم من اختراق لم يكن مقنعا ,أو لن يكون له التأثير المنتظر إلى أخر ما هنالك من تفسيرات واستنتاجات بالغ الكثيرون في الترويج لها , بل وفي البناء عليها . إن الحقيقة التي لا يستطيع أحد أن يجادل فيها ان القمة كمؤسسة للعمل العربي المشترك قطعت الكثير من الخطوات وحققت الكثير مما يحسب لها على أكثر من صعيد , وأن الافق الذي تتحرك من خلاله مبشر وواعد , وقد كانت قمة الخرطوم ومن خلال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية دليلا أخر على أن الإرادة حيت تتوفر تستطيع أن تنجز مالم ينجز في الماضي وأن تؤسس لما يمكن أن يكون أكثر فاعلية في المستقبل . هذا على الأقل ما يمكن قراءته بوضوح في التوصيات التي رفعت للقادة الذين سيبحثونها اليوم في قمتهم التي يدركون أنها تعقد في ظروف بالغة الحساسية , وفي ظل علاقات دولية تشهد الكثير من عوامل الخلل الواضحة , والتي أسهمت في تضاعف هموم الامة ,وفي تكالب الهجمة عليها . وتتشابه الظروف والمعطيات التي تشير بوضوح إلى أن أمام القمة متسع من المساحة لتكون القرارات التي ستتبناها ملامسة لتطلعات الجماهير في حدها الأدنى , ولتكون على قدر ما هو مأمول للحد من المخاطر التي تواجهها الأمة , بحيث توفر عوامل الأمان الضرورية للحيلولة دون المزيد من التدهور في الوضع العربي. |
|