تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصرف اللاصحي.!!

ع.المكشوف
الثلاثاء 28/3/2006
وليد محيثاوي

تشكل مصبات الصرف الصحي العشوائية في معظم المدن السورية والتجمعات السكانية الكبيرة والصغيرة في الأرياف والتي لاتزال بلا مشاريع صرف صحي حتى الآن,

خطرا حقيقيا للإنسان وللبيئة ومكوناتها من ماء وتربة ونبات, واستهجن حين نقول إنها مياه صرف صحي في الوقت التي هي بعيدة كل البعد عن الجانب الصحي بل هي بؤر تلوث حقيقية تداهم الأراضي الزراعية والوديان وتهدد المياه الجوفية والينابيع. وغير مستغرب عندما نعلم أن احصاءات محافظة ريف دمشق قد سجلت وجود نحو 220 بئرا ملوثا وهي آبار لمياه الشرب في مناطق متعددة وهذا كما ذكرنا سابقا هو الرقم المعلن ولاندري كم هناك من آبار مياه ملوثة تشرب دون علم المواطنين ناهيك عن التلوث الناجم من المخلفات الصناعية السائلة التي أيضا تلحق الضرر بالإنسان والبيئة ولم تعد الجور الفنية المعتادة في ريفنا حلا لهذه المشكلات والتي فاقمت ظهور أمراض وأوبئة متعددة.‏

ولم يعد يخفى على أحد أن المياه الجوفية والينابيع والأنهار معرضة للتلوث والشاهد الكبير في هذا الموضوع هو ما حل بنهر بردى وفروعه السبعة من تلوث نظرا لعدم وجود خطوط ومصبات صرف صحي نظامية وعدم معالجة المشكلة التي بدأت تتفاقم بإقامة محطات معالجة لتنقية المياه, وبات معروفا للقاصي والداني أن حل هذه الإشكالات هو بإقامة محطات معالجة لمياه الصرف الصحي بحيث يتم الاستفادة من الحمأة العالقة فيها كسماد لتخصيب التربة الزراعية وتحويل المياه المعالجة إلى مياه صالحة لاستخدامها في الزراعة.‏

وبين حين وآخر نسمع ونكتب عن اتفاقيات وقعت مع جهات أجنبية لتنفيذ محطات معالجة فنستبشر خيرا, لكن يغيب الموضوع أشهرا وسنين أحيانا ونحن ننتظر الوعود, ونأمل أن يرى الاتفاق الذي وقعته محافظة ريف دمشق مع الحكومة الماليزية لتنفيذ 20 محطة معالجة بعد تنفيذ دراسة (ماستربلان) لواقع الصرف الصحي, أن يرى طريقه للتنفيذ نظرا لحجم المعاناة والتلوث الكبير في قرى وبلديات ريف دمشق كما نأمل أن يكون هناك نصيب لكافة المحافظات ليس فقط بمحطات معالجة بل بمشاريع صرف صحي أولا كما هو الحال في ريف السويداء ودرعا وطرطوس واللاذقية ودير الزور وغيرها للتخلص من الجور الفنية, وكي نتفق أنه أصبح لدينا مشاريع للصرف الصحي وليس (للصرف اللاصحي)..?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية