|
قاعدة الحدث لقد تحدت هذه الحرب الكثير من العقائد والنظريات، وتغلبت على الكثير من العقبات والمشاكل، فعلى المستوى الاستراتيجي هزت العقائد والنظريات التي اعتنقتها ( إسرائيل ) فحطمت نظرية الأمن الإسرائيلية وأهدرت النظرية الوقائية،
وعلى المستوى التعبوي والتكتيكي تغلبت على أعقد الموانع المائية، وأقوى الدفاعات المحصنة ودارت فيها معارك عنيفة اشتركت فيها قوات بحجم ونوع وتسليح لم يسبق حدوثه في المنطقة، وعلى المستوى الاستراتيجي والتعبوي والتكتيكي حققت المفاجأة بعد أن خدعت أحدث وسائل المخابرات المعادية، وعلى المستوى المعنوي عبر من خلالها العرب إلى مواقع النصر بعد هزيمة حزيران 1967م. لقد كانت هذه الحرب أكبر حرب محلية شاملة تتم تحت ظروف الوفاق الدولي واستخدم فيها أكبر حشد من القوات والأسلحة والمعدات الحديثة المتطورة لم يشهده تاريخ الحروب في هذه المنطقة.. وقد تميزت باستخدام الصواريخ كعلامة بارزة في عمليات القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي إلى جانب استخدام الحرب الالكترونية والالكترونية المضادة، وهي التي أسقطت ( أسطورة الجيش الذي لا يقهر). فإسرائيل التي ظلت متمسكة بعقائدها العسكرية الخاصة بها حتى عام 1973 والذي يعتبر ( عام الصدمة والإفاقة الإسرائيلية ) بدأت تدرك وجود خلل في مبادئ عقيدتها الاستراتيجية العسكرية في ذلك الوقت وقامت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بإنشاء مراكز خاصة لدراسة ما أسمته ( الأمن الوقائي ) في الحاضر والمستقبل و فتحت الباب أمام ما يدور حاليا من مراجعة شاملة لهذه العقيدة. في حين ركزت الاستراتيجية العربية بالأساس على هدم نظرية الأمن الإسرائيلي التي تعتمد على الردع النفسي والمادي والاحتفاظ بالحدود الآمنة على خطوط المواجهة، فكان اتخاذ قرار المبادرة لاستخدام القوة المسلحة أهم الخطوات في هذا الاتجاه لأن إطلاق الرصاصة الأولى يعني تحديا عمليا لأسلوب الردع النفسي كما كان الهجوم الشامل وليس مجرد حرب استنزاف يعني هدم أسلوب الردع المادي. وبادر الجيش العربي السوري بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد بهجوم شامل في هضبة الجولان وشنت الطائرات السورية هجوما كبيرا على المواقع و التحصينات الإسرائيلية في عمق الجولان وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الإسرائيلية ومحطات الرادارات وخطوط الإمداد وحقق الجيش السوري نجاحا كبيرا وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت أرض المعركة أمام القوات والدبابات السورية التي تقدمت عدة كيلو مترات في اليوم الأول من الحرب مما أربك وشتت الجيش الإسرائيلي الذي كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجولان. وفي نفس التوقيت وحسب الاتفاق المسبق نفذت القوات الجوية المصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس استهدفت محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي البترول ومخازن الذخيرة. وكان مقررا أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية بعد النجاح الذي حققته الضربة الأولى، ولولا تخاذل السادات أثناء الحرب لما تغيرت موازين المعركة. واعترف العدو الصهيوني بالهزيمة حيث قال موشي ديان وزير الحرب الإسرائيلي أنذاك في مؤتمر صحفي في 9 /10/1973واصفاً هذه الحرب ان حرب تشرين الأول كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد زال الغبار عن العيون ، واظهر لنا مالم نكن نراه قبلها وأدى كل ذلك إلى تغيير عقلية المسؤولين. |
|