|
قاعدة الحدث في حين يلجأ البعض الآخر عندما لا يجد مهرباً من الحقيقة إلا بنشرها والاعتراف بها ويعتمد أسلوب الوثائق السرية ولكن الغريب بالموضوع أن صحف كيان العدو الإسرائيلي نشرت وثائق خاصة بهزيمتها التشرينية وحملت (يديعوت أحرونوت) عناوين مثل «اللحظة التي ظن فيها زعماء الدولة بأن إسرائيل تسير نحو الضياع» أما صحيفة ديان فقالت:
لنترك الجرحى في الاستحكامات. في حين نشرت صحيفة معاريف «يأس في القيادة» وتشاركت صحيفة إسرائيل اليوم وهآرتس في عنوان عريض «يريدون تصفية اليهود» وتأتي هذه العناوين في الصحف الإسرائيلية قبل أيام من مرور الذكرى السابعة والثلاثين لحرب تشرين عام 20١0 حيث قامت الصحف العبرية بنشر محاضر اجتماع المجلس الوزاري في أيام حرب تشرين عام 1973 وتحديداً في اليوم الثاني «لحرب الغفران» حسب التسمية الصهيونية ووصف الصحافي الإسرائيلي ايتان هابر الذي عمل سكرتيراً لرئيس الحكومة الأسبق إسحاق رابين محضر اجتماع الحكومة بأنه أظهر وزير الدفاع السابق موشيه ديان «ممسحة حقيقية» وقال في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مانشر يهشم صورة ديان في «إسرائيل» وأرجاء العالم، فهذه الأوراق السرية تهشم اسطورة رجل الأمن الإسرائيلي الأكثر شهرة في العالم. وأشار المعلق السياسي في «معاريف» بن كسييت إن هذا النص مثير للقشعريرة فقد مضت نحو 40 سنة ولا يزال يثير القشعريرة، إن هذا المحضر لجلسة الحكومة يذكرنا أكثر باجتماع لمن أصيبوا بصدمة في المعركة ويعلمنا كم هو فتاك ومصيري الاستخفاف بقدرات سورية ومصر. وفي معاريف أيضاً كتب المعلق السياسي عوفر شيلح: إن أول ما يصدمك بالتسريبات الإسرائيلية عن حرب تشرين هو مستوى نقاش المجلس الوزاري الإسرائيلي آنذاك في ساعات حرجة من الحرب كان يجب اتخاذ قرارات مصيرية على الانتشار وإنقاذ الجنود المحاصرين. وأضاف: إن أكثر ما يصعقك هو أن الأقوال التي قيلت لم تكن تقوم على أساس الوقائع. وفي صحيفة إسرائيل اليوم كتب الجنرال يعقوب حسيداي أن موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في حرب تشرين أحس فعلاً بالخطر والضياع وهو ما عبر عنه في اليوم الأول للحرب ويؤكد الكاتب أن خلال تلك الحرب ولد تعبير «البيت في خطر» وأن خلال تلك الأيام ظن قسم كبير من القيادة أن الجيش الإسرائيلي سيحدث التغيير ويقلب الأمور رأساً على عقب غير أن فشل الهجوم الذي قاده شارون وأبراهام أدان بدد تلك الأحلام وشدد حسيداي على أن حرب يوم الغفران كانت مثل حمام بارد لمجتمع واثق من نفسه. وكتب أيضاً دان مرغليت في صحيفة إسرائيل اليوم لقد أصيبت القيادة بصدمة وتآكلت وانهارت كل الفرضيات الأساسية وتوفر للجيوش العربية جنود أفضل من الجندي الإسرائيلي المتغطرس واعتبر مرغليت أن موشيه ديان هو تجسيد لشخصية هاملت في المسرحية الشهيرة. أما الشهادات الإعلامية في حرب تشرين والتي نشرتها كبرى الصحف الغربية أيام الحرب فقد كانت كثيفة وعلى نطاق واسع قالت صحيفة التايمز البريطانية في مقال لها عن حرب تشرين التحريرية (أظهر العرب شجاعة فائقة في القتال حتى إنه في إحدى معارك الجولان كانت الدبابات السورية تهاجم دبابات «إسرائيل» وتصدمها). وتحت عنوان استخباراتي كتبت صحيفة الفيغارو الفرنسية حول تفوق الاستخبارات حيث قالت الصحيفة «إن المسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية عن سورية سوف يلقون حساباً عسيراً، أما السوريون فسيسجل لهم التاريخ انتصاراً ساحقاً في هذا المجال من الأهمية والحنكة والتفوق الشيء الكثير، إن هذه الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة تشكل أول انتصار عربي رغم كل الظروف». وعن الاشتراك العربي في معركة تشرين قالت صحيفة لوريان لوجور إن المعركة الجارية حالياً في الشرق الأوسط بين القوات العربية والإسرائيلية كانت مفاجأة مذهلة للعالم وإن التقارير الواردة من دمشق ذكرت أن سكان المدينة يعربون عن تصميمهم على تحمل كل شيء في سبيل معركة الكرامة والشرف. كما تطرقت الصحف العالمية إلى تميز المقاتل العربي وتفوقه وشجاعته وعن هذا الموضوع كتبت التاميز البريطانية: إن العرب حققوا الانتصار وبرهنوا على قواتهم التي تستطيع بجدارة أن تقاتل وأن تستخدم الأسلحة المعقدة بنجاح كبير. أما الغارديان فقالت: «لقد برهن العرب في تشرين على أنهم أفضل تدريباً وأحسن استعداداً وأشد جلداً وعناداً ». |
|