تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


... ونصر آخر قادم

مجتمع
الأحد 7-10-2012
فاطمة حسين

لا يمكن أن أنسى أول أيام حرب تشرين عندها كنت في المدرسة في ذلك اليوم في السادس من تشرين الأول بدأت تلك الحرب التي كتبت أول انتصار ليس عربيا فقط بل على مستوى العالم أجمع بأحرف مضيئة كتبت بدماء الشهداء الذين سطروا أول ملحمة بطولية في العالم ,

حينذاك سمعنا أول اختراق لجدار الصوت من قبل طيران العدو و الذي أصابنا بالهلع لأول مرة ونحن لم نزل في بداية الدوام بعد فما كان من المعلمة إلا أن قامت بصرفنا إلى المنزل خوفا علينا .‏‏

هذه اللحظات الأولى لأول حرب تخوضها سورية بدأت وهذه مشاعر الخوف التي أحسسنا بها كانت لمرة واحدة فقط و بعدها أصبحنا نتسابق لنرى طيران العدو وهو يحترق في السماء من قبل صواريخ الجو السورية التي أثبتت علوها وجدارتها غير خائفين .. كأنها بالأمس مرت هذه الذكريات التي مضى عليها عقودا تجاوزت الثلاثين أي عمرها (39) عاما .. مرت حينها الحرب على السوريين بكل انتظام وهدوء وهذا يذكره السوريون جيدا ففي تلك الأيام لم نسمع عن أزمة خبز أو وقود أو حتى عن متضرر سوري واحد منها كما هو الحال الآن بالعكس فقد سيطر النظام أكثر على حياة السوريين ورابط الحب أصبح قويا اكثر وامتن بين الناس في المجتمع السوري بمختلف طوائفهم وشرائحهم. حرب نتذكرها بكل حب ودفء نحن السوريين ولا تزال في ذاكرتنا وكأنها بالأمس حصلت .‏‏

كان كل شيء يسير بشكل نظامي ومنضبط.. السوريون لم ولن ينسوا أيام هذه الحرب الأولى ضد عدو أول وأوحد لنا ألا وهو إسرائيل المغتصبة لأرضنا وحقوقنا والتي لا نعرف غيرها منذ أن كنا صغارا وهي الحرب التي جمعت ولأول مرة اكثر من دولة عربية وقفت وقفة واحدة في وجه عدو غاصب ليس له مثيل في العالم ...‏‏

الآن وبعد مرور هذه العقود التي شارفت الأربعين وفي هذه الأيام تخوض سورية منفردة حربا عالمية ضد الأصدقاء الأعداء جمعت دولا عربية خليجية متصهينة ومعها دول الغرب مجتمعة وبكل قوة وصمود لازال يسجل الجيش العربي السوري بكل إباء وفخر انتصارا آخر وهذا الانتصار سيكون له طعم آخر وشكل آخر لا يشبهه في الكون كله أي انتصار ..‏‏

هذه الحرب التي لا يزال جنودنا البواسل يخوضونها ويسطرون بدمائهم نصرا أكيدا بإذن الله هذه الحرب ليست حربا عادية ولا تشبه الحرب الخالدة فلا المكان والزمان نفسه ولا العدو الذي نعرفه فالمكان في عقر دارنا وبين ظهرانينا وفي كل حارة من حارات سورية والعدو من أهلنا وإخواننا وأصدقائنا وجيراننا من الدول المجاورة وقد تعددت ألوانه وأشكاله بين عربي وخليجي وسوري وأجنبي تحميه قوى امبريالية طاغية تمده بالسلاح والمال والفكر المتشدد المتطرف الذي يعمل ذبحا وقتلا بالسوريين دون أي ذرة من الأخلاق والقيم التي تربينا عليها ونعتز بها .. حربا اقل ما يمكن أن توصف بأنها شرسة وشراستها تأتي من كونها خلايا سرطانية منتشرة ومتشعبة بكافة الاتجاهات في سورية الحبيبة ليس لها أي مبدأ أو نهج تسير عليه سوى التكفير والفوضى التي زرعتها في عدة دول عربية وهي زاحفة لكي تزرعها في أرض سورية ..‏‏

الحرب الآن التي يخوضها الجيش العربي السوري ولا يزال متسلحا بالإيمان والعقيدة التي تربى عليها ولازالت مغروسة بعمق فيه منذ عقود والى الآن ...هذا الجيش لا يمكن أن يقهر على يد الظلاميين أبدا و نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نتابع انتصاراته في كل شبر من سورية مترافقة مع دعواتنا المستمرة له بالانتصار على هؤلاء الغوغائيين البرابرة ...‏‏

الله معك أيها الجيش العظيم... الله معك أيها القائد الشجاع.. الله معك أيها الشعب الكبير الأبي ولابد من الانتصار مهما طالت المعركة انتصار لا يقل عظمة عن انتصار حرب تشرين التحريرية التي أثبتت أن العدو لا يقهر فقط بل ويحطم أيضا وما النصر إلا صبر ساعة كما يقول السوريون ...‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية