|
اقتصاد عربي دولي كيف للقارئ العربي من ماء تطوان على المتوسط إلى خور الزبير العراقي أن يقرأ خبر اندثار عشر أدوات مكتبية بعد عقد من الزمن، في الوقت الذي لم يصل إلينا بعض تلك الأدوات بعد. في آخر «نهفة» تقنية تقول دراسة نفذتها شركة» LinkedIn» وهي أكبر موقع إلكتروني للمهنيين المحترفين على مستوى العالم، ان كلمة فاكس وتسع من المفردات الأخرى لن نسمعها، والأصح «يسمعوها» في العام 2017 لان الخط البياني المتصاعد للتقانة سيجعلها مما مضى وانقضى. شهقت، كأي عربي، لقراءتي أن أجهزة تسجيل الأشرطة، التي يستخدمها زملاؤنا الصحفيون العرب كوسيلة شبه وحيدة لتسجيل الأنشطة، تأتي في المرتبة الأولى في قائمة الأدوات التي ستندثر بعد عقد. الفاكس ثانياً، في الوقت الذي لم يدخل فيه إلى الصومال إلا بأعداد قليلة جداً، و قد يكون معدوم الوجود في بعض المدن السودانية والموريتانية مثلاً، في الترتيب الثالث تحل الهواتف المكتبية والكمبيوتر الشخصي (سيحل عنه الكمبيوتر اللوحي) والمفكرات اليومية وساعات العمل (عندهم ساعات خاصة للعمل) ومن «المناظر» التي ستختفي ربطات العنق والبدلات الرسمية ومكاتب المديرين الخاصة، وتقسيم المكاتب سيندثر أيضاً ليتجه نحو الصالة المفتوحة، وأخيراً ستختفي وسائط تخزين البيانات USB. إذا كانت مقولة الفلسفة في ان المضمون يوجد شكله صحيحة، فإن التطور التقني يوجد تعبيراته في الابتكار والاختراع تصبح صحيحة بالقياس أيضاً، والأدوات المهيأة للاندثار التي عرضناها تكاد تأخذ مشروعيتها التقنية بالمطلق من هذا العالم الذي يتسم بمنافسة تقنية شرسة بين الأقطاب، فكل يريد ملء محتواه المعرفي بالمزيد من الابتكار. وضعك يختلف بين أن تكون في ملعب تشاهد مباراة كرة، وبين أن تكون جالساً على رصيف المفعول به والمستهلك والحاضن، فيما يمتطي البساط السحري آخرون يمرون أمام رصيفك مرور السحاب. |
|