|
اقتصاد عربي دولي
أول بوادر هذه الحرب إعلان شركات يابانية في الصين تعليق أو تجميد أعمالها مؤقتاً، كما أغلقت الكثير من المطاعم والمحال التجارية اليابانية أبوابها بعد تعرض مصانع وممتلكات يابانية لاعتداءات من محتجين صينيين غاضبين دعوا إلى مقاطعة البضائع اليابانية في مظاهرات واسعة النطاق شملت عشرات المدن في مختلف أنحاء الصين. وتنتشر في الصين حوالي 50 ألف شركة يابانية تشغل أكثر من 20 مليون عامل صيني، وقد وصل حجم التبادل التجاري بين العملاقين الاقتصاديين الآسيويين إلى نحو 343 مليار دولار. بالأرقام في عام 2011، بلغت التجارة الصينية مع اليابان 343 مليار دولار، وفي التفاصيل بلغت قيمة الصادرات الصينية إلى اليابان 149 مليار دولار تشكل حوالي 8% من إجمالي الصادرات الصينية، فيما بلغت قيمة الواردات الصينية من اليابان في هذه الفترة حوالي 195 مليار دولار تشكل 19% من إجمالي الصادرات اليابانية إلى الخارج. أما بالنسبة لليابان، فقد بلغت قيمة صادراتها ووارداتها في عام 2011، على التتالي 822.7 مليار دولار، و854.3 مليار دولار. ووفقا لإحصاءاتها، فقد مثلت صادرات اليابان إلى الصين19.7% من اجمالي الصادرات اليابانية، ووفقاً لإحصاءات الجمارك الصينية، فقد مثلت الواردات الصينية من اليابان 23.7% من إجمالي الواردات اليابانية في نفس العام. هذا الاختلاف في درجة التبعية، المتمثل في تجاوز الواردات الصينية من اليابان للصادرات الصينية إلى اليابان، هي التي تحدد قدرة الصين على جعل اليابان تدفع الثمن الأكبر في حرب اقتصادية وتجارية بسيف ذي حدين. نيران الخلافات ما يحدث حالياً بين البلدين العملاقين أيقظ لدى الصينيين ذكريات لم ينسوها مطلقاً، عندما قامت طوكيو في عام 2001 بفرض إجراءات صارمة ووضعت العراقيل أمام صادرات البصل الصيني الأخضر إلى البلاد، واندلاع ما عرف يومها بـ « حرب البصل» حينها أعلنت الصين فرض ضرائب انتقامية بنسبة 100% على صادرات اليابان إليها، الأمر الذي أدخل بلبلة على السياسة اليابانية ذات الصلة. هذا وقد بدأت موجة الاحتجاجات في الأسبوع الماضي حينما قامت طوكيو بشراء جزر يسميها اليابانيون «سينكاكو» من أشخاص يابانيين(يسميها الصينيون وديأويداو)وعلى أثرها تظاهر عشرات ألوف الأشخاص ضد الماضي الاستعماري لليابان وضد الموقف الياباني الحالي. وتقول بكين إن مجموعة الجزر هي أرض وطنية صينية، تم انتزاعها من الصين في نهاية القرن التاسع عشر. واشتد النزاع على الجزر في سبعينات القرن الماضي حينما اكتشفت في المنطقة مكامن للنفط والغاز. |
|