تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حدود الناتو!!

حدث وتعليق
الأحد 7-10-2012
أحمــد حمادة

من ينظر إلى دور حلف شمال الأطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة يجد أنه توسع وتمدد عسكرياً وجغرافياً إلى درجة أنه التهم دور كل المنظمات الدولية التي يفترض أن تكرس الأمن

والسلم الدوليين وتحافظ عليهما كمجلس الأمن الدولي، لابل على العكس من ذلك قام الحلف بحروب عديدة جعلت الأمن العالمي مهدداً في أكثر من قارة بسبب تصرفاته الأحادية وسياساته التي تنفذ الأجندات الأميركية.‏

فالناتو وبقيادة أميركية جيش الجيوش وغزا أفغانستان بذريعة القضاء على القاعدة والارهاب وتحقيق الحريات فكانت النتيجة فوضى أمنية عارمة وتسهيل العمل للشركات الأمنية المرتزقة لتعيث قتلاً ودماراً هناك ومقتل وتهجير مئات الألوف من الأفغانيين.‏

والأمر ذاته ينسحب على العراق حيث دمرت أميركا وحلفاؤها في الناتو بنيته التحتية وحلت جيشه ومؤسساته وكانت نتائج الغزو كارثية على جميع الأطراف وأولها الشعب العراقي الذي خسر مئات الألوف من القتلى وملايين المهجرين.‏

وبعد ذلك انطلق الناتو لتحقيق استراتيجية أميركا وبعض الدول الأوروبية في ليبيا لتدميرها وقتل عشرات الألوف من أبنائها مستغلاً الأحداث والاحتجاجات التي جرت فيها، ثم استبدل مبادئ الأمم المتحدة بخطوات أحادية الجانب في شرق الأرض وغربها مهدداً هذه الدولة أو تلك ما أدى إلى عواقب خطيرة على الأمن العالمي تماماً مثلما فعل قبل ذلك في يوغسلافيا ومن ثم نشر دروعه الصاروخية في شرق القارة الأوروبية لتطويق روسيا.‏

لهذه الأسباب قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول أمس إن الناتو من بقايا الحرب الباردة ويجب تحويله إلى منظمة سياسية وعدم توسيع نشاطه ليتحول إلى منظمة عالمية، والحقيقة أن توصيف بوتين يضع الملح على الجرح لينبه العالم أجمع إلى خطورة سياسات أميركا والناتو على الأمن العالمي قبل فوات الآوان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية