|
عواصم برصاص الغدر الارهابي الاخواني السلفي لافتة الى ان هذه الاطراف كانت ولا تزال تعمل وفق مخطط ممنهج مرسوم سلفاً لنشر الخراب والدمار في دول غيرهم مشيرة الى ان حكومة اردوغان بدأت تدفع ثمن تبعيتها لأميركا وعدائها للسوريين عبر النقمة الشعبية التي طفت على السطح مؤخراً. وفي هذا الاطار أكد الكاتب المغربي عبد الاله بلقزيز أن السعودية وقطر اللتين تدعيان حاليا أنهما باتتا عاصمتي ما يسمى حركة التحرر الوطني العربية تعيشان حالة خلاف غير معلن على صورة المستقبل السياسي الذي تهندسه سياسة الفوضى الخلاقة منذ عام ونصف العام. وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة السفير أمس ان الدولتين الراعيتين لما يسمى الثورات العربية رعاية سياسية ومالية إلى جانب تركيا تتفقان في وجوب احداث تغيير في الدول العربية الأخرى ولكنهما تختلفان على حصة كل منهما في النظام الجديد القائم أو الذي قد يقوم فيما تتزاحم القناتان الفضائيتان المملوكتان للدولتين الجزيرة والعربية بالمناكب لتقسما المجال لممثلي الدولتين ممن تسميانهما بالثوار في بلدانهم ولالسنتهم من المثقفين أو المفكرين ومن الصحفيين والاعلاميين ومن الباحثين الاستراتيجيين للتباري في قراءة المرحلة القادمة وتلميع أحصنة الرهان عند كل دولة من الدولتين. وأوضح الكاتب ان الدولتين اللتين ترعيان الديمقراطية في بلاد غيرهما لا في بلديهما تجتمعان على مصافي رهان واحد يحمل اسم التيار الاسلامي وتنفقان على صعوده بسخاء ولكنهما تنقسمان على حدود الانقسام داخل هذا التيار إلى فريقين مختلفين حيث تميل قطر الى دعم فروع جماعة الاخوان المسلمين منذ زمن بعيد. بينما تميل السعودية إلى دعم السلفيين لاسباب تتعلق بمكانة المؤسسة الوهابية في المملكة منذ تكوينها وتتعلق ببرنامج نشر الدعوة في العالم. ولفت الكاتب إلى أن الخلاف صامت بين النظامين اليوم على حصة كل واحد منهما في النظم الجديدة في تونس ومصر وليبيا ويسعيان إلى كتمانه غير ان هذه الهدنة مؤقتة وهشة وقابلة للانكسار لان أسباب هشاشتها تقيم في قلب التفاهم الشكلي بين الاخوان والسلفيين لكنها تقيم أيضا في صلب التفاهم المؤقت بين الدوحة والرياض على نشر الديمقراطية في بلاد الآخرين ما يدفع إلى التساؤل عن مدي قدرة هذا التفاهم بين الدولتين على ان يصمد امام امتحان الصدام الاخواني السلفي على أبواب السفارات الاجنبية إلى أن يطفح كيله عليهما فيفسد الود والقضية القائمة بينهما. هذا في حين حملت صحيفة دي بريسه النمساوية كلا من تركيا وقطر والسعودية المسؤولية عن تصاعد العنف في سورية جراء دعمهم للإرهابيين وتقديم السلاح والمأوى لهم وتوفير الخدمات العلاجية لمن يصاب منهم. وحذرت الصحيفة في مقال أمس من سعي تركيا لاستثمار حالة التوتر الاخير على الحدود السورية كحجة لتدخل عسكري يراد من ورائه تحقيق مكاسب خاصة بعد دعوات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المتكررة إلى اقامة مناطق حظر جوي في سورية. وأوضحت الصحيفة ان العامل النفسي لدى اردوغان لعب ايضا دورا وخاصة بعد تقديراته الخاطئة بأن القيادة السورية ستصغي إلى مطالبه منذ بداية الازمة في سورية مشيرة إلى ان اردوغان اعتبر عدم اصغاء القيادة السورية لدعواته بما يخص الازمة في سورية على أنه اهانة شخصية ما حدا به لان يكون أشد المتحمسين للتدخل بالشأن السوري الداخلي وتقديم الدعم المباشر للمجموعات الارهابية المسلحة عبر امدادهم بالسلاح وتسهيل تقديم المساعدات لهم من قبل قطر والسعودية بما فيها تأمين معالجة المصابين من المسلحين الارهابيين. وأشارت الصحيفة إلى أن سقوط المزيد من الضحايا والمدنيين في سورية يقف وراءه كل من تركيا والسعودية وقطر الذين يدعمون المجموعات الارهابية المسلحة مؤكدة في الوقت ذاته أن أغلبية واضحة من الشعب التركي تقف ضد اي حرب على سورية لما تحمله من تعقيدات واثار اقليمية خطيرة وخاصة مع تخوف الرئيس الامريكي باراك اوباما من مغامرة عسكرية قبل شهر من الانتخابات الرئاسية. من جهة ثانية اكد الباحث سونر كاغابتاي مدير البرنامج التركي في واشنطن وعضو معهد واشنطن لشؤون الشرق الأقصى ان علاقة التحالف الوثيق التي قدمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى الولايات المتحدة مهددة الان بعاصفة قد تفرق الحليفين بسبب الازمة في سورية. واضاف كاغابتاي في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية انه ومنذ بداية الازمة في سورية افترضت حكومة اردوغان انها وادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في نفس الصف وتتشاركان نفس الهدف في سورية غير ان خلافات كبيرة وقاسية بدأت بالظهور الان بين الطرفين. واشار كاغابتاي إلى ان تركيا ترغب بتصعيد الامور ولاسيما بعد الحادثة الحدودية التي جرت مؤخرا على الحدود بين سورية وتركيا والتي اودت بحياة خمسة اتراك واحست بأن التوتر بدأ يقترب منها كثيرا ما جعل اردوغان يشعر بخوف من ان الوقت ليس في صالحه. ولفت الباحث إلى ان الكثير من الاتراك الرافضين لسياسة اردوغان تجاه سورية بدؤوا بالخروج في مظاهرات دورية مؤيدة لسورية ومناهضة لاردوغان ما مثل مشكلة كبيرة لانقرة. وختم الباحث بالقول ان هذه الخلافات خطرة للغاية لكنها قد لا تفك الشراكة بين اوباما واردوغان ويعود ذلك إلى ان الاخير يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة وهو غير قادر على التضحية بعلاقته معها غير انه ونظرا للاختلافات الكبيرة والتباعد الواضح في سياسات انقرة وواشنطن فان عاصفة بين الطرفين تبدو متوقعة ولا يمكن تفاديها. |
|