|
شؤون ثقا فية
هذه مشكلة معقدة وكبيرة, تحول احياناً دون تسويق اللوحات الاصلية, لأنها قد تضرب الاسعار العالية, خاصة لمن لهم قيمة فنية,لتفردهم وخصوصيتهم الشديدة. ومن الطبيعي هنا ان تكون الاسماء المطلوبة هي الاكثر عرضة للتزوير.وهذه الظاهرة انتشرت في لبنان قبل وصولها الينا وطالت اسماء كبيرة من امثال : عمر الانسي ومصطفى فروخ وقيصر الجميل وبول غيراغو سيان وغيرهم. كما انتشرت في مصر وشملت اسماء عديدة من بينها: محمود سعيد وعبد الهادي الجزار وحامد ندا وصبري راغب ويوسف كامل وراغب عياد وسيف وادهم وانلي وسواهم وبيعت لوحات مزورة لهؤلاء بملايين الجنيهات . اما عندنا فازدياد الطلب على لوحات الفنان الراحل فاتح المدرس بشكل خاص, قد ساهم في ظهور موجة من التزوير والتقليد الضعيف لأعماله . هذا بالاضافة الى انجراف بعض المزورين لتزييف لوحات لؤي كيالي, على اعتبار ان لوحاته قليلة ونادرة ولا يقل سعر الواحدة منها على المليون ليرة سورية, وبالتالي فهي مؤهلة للدخول في لائحة ومقتنيات الامراء والميسورين العرب باضعاف اسعارها الحالية. ويمكن التنويه الى ان تقليد لوحات فاتح المدرس صعب جداً وعلى عكس ما هو متصور وشائع,لأن الارتجال الذي كان يجسده في حركات خطوطه وألوانه يدخلنا مباشرة في جوهر الحالة الانفعالية بخلاف لوحاته المزورة التي تبدو مأزومة ومحتقنة ومتأنقة ومعقلنة وبعيدة كل البعد عن روح فاتح الطفولية والانفعالية. وهنا بالتحديد تظهر ركاكة التقليد والتزوير والاستنساخ الضعيف وعلى وجه العموم يسهل اكتشاف التزوير عن طريق الاداء وقوة التعبير والتفرد الخاص بكل فنان على حدة, واخيرا هناك الفحص الطيفي والكيميائي للخطوط والبقع اللونية, لا سيما ان العلم يؤكد ان لكل شخص ارتجافات خاصة تظهر بوضوح في خطوطه والوانه عن طريق الكشف المخبري الكمبيوتري الرقمي الفائق الدقة. ونشير الى ان أسهم لوحات فاتح المدرس قد ارتفعت خلال السنوات الست الاخيرة الى اكثر من عشر اضعاف, فسعر لوحته الزيتية المتوسطة الحجم لا يقل حالياً في صالات دمشق عن المئتي الف ليرة سورية اما اسهم لوحاته المرسومة على الورق فقد وصلت الى حدود الخمسين الف ليرة للوحة الواحدة. وقضية تزوير لوحات فاتح المدرس كانت مطروحة قبيل رحيله في العام ,1999 حتى ان الورثة عثروا على وثيقة بخط يده ذكر فيها بعض الاسماء التي تزور لوحاته .كما انه ترك سجلاً يتضمن اسماء الذين كانوا يشترون اعماله.. هذا ما قالته لنا السيدة شكران الامام واضافت بأنها اثناء تنقلاتها شاهدت العديد من لوحات فاتح المزورة التي وجدتها تفتقد قبل أي شيء آخر الى العفوية والحساسية المطلقة التي ميزت خطوطه وألوانه وبأنها تقوم ومنذ سنوات بتوثيق نتاجه,وذلك بمساعدة اصحاب المجموعات الخاصة الذين يزودونها بصور اعماله الموزعة داخل سورية وخارجها . وأكدت على ان التزوير يشمل فنانين اخرين, من ابرزهم لؤي كيالي الذي شاهدت له على حد قولها لوحة في فرنسا تتشابه الى حد التطابق مع لوحة منسوبة اليه وموجودة في البحرين, وقالت بأن كل جهة تصرح بأنها صاحبة اللوحة الاصلية.الفنان الرائد ممدوح قشلان قال: إن البعض يعرضون عليه لوحات موقعة بأسماء كبار الفنانين وذلك للتأكد من صحتها بوصفه مرجعاً متخصصاً عايش جيل الرواد وعرض لهم في صالته إيبلا وساهم في تسويق بعض أعمالهم. واضاف قائلاً: جاءني احد الاشخاص بعد رحيل فاتح المدرس بحوالي الشهرين وطلب مني لوحة له اذا كانت متوفرة وقال لي بأنه يسمع كثيراً عن وجود لوحا ت مزورة تحمل توقيع فاتح المدرس وتباع على اساس انها اصلية, وابدى تخوفه من الوقوع في شرك هذه العمليات الاحتيالية. الفنان عصام درويش قال: استطيع ان اكتشف التزوير بسهولة ومن النظرة الاولى, واضاف : بأن احد ادعياء الثقافة جاءه مرة بلوحة مزيفة للؤي كيالي وطلب منه مائة الف ليرة سورية ثمنا لها وبأنه يعرف بعض الاسماء التي تقوم بعمليات التزوير والترويج , وبأن احد هؤلاء باع لوحات مزورة لفاتح المدرس و بثمن يقارب اسعار لوحاته الاصلية, وحين جاء المشتري اليه ليعاين اللوحات وجدها مزيفة, ثم قال: اعيدت الاعمال واسترد المبلغ مقابل حفظ التحقيق والملاحقة القانونية .واكد عصام درويش: بأن المزور يبيع بأسعار مرتفعة احياناً, كي لا يفتضح امره. ونوه الى ان احد الفنانين قام بتزوير لوحة لفاتح المدرس وعرضها في واجهة محله المخصص لتسويق اللوحات والاعمال التجارية. السيدة بهية شورى اكدت بأنها لم تسمع بعمليات تزوير طالت لوحات نصير شورى, لكنها تسمع كثيراً عن وجود لوحات مزورة لبعض الفنانين السوريين وخشيت من إثارة هذا الموضوع لئلا يؤثر سلبا في حركة سوق الاعمال الفنية. |
|