تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على خاصرة الجاهلية!

معاً على الطريق
الثلاثاء 21/3/2006
لبنان: نبيه البرجي* كاتب وصحفي لبناني

علاقات مميزة بل واستراتيجية, على الأقل, إذا ما أخذنا بالاعتبار كيف تمشي البربرية على أسنانها في أرجاء الشرق الأوسط.

وإننا -بالفم الملآن- مع اللاءات السورية التي رغم كل أحصنة طروادة, هي التي تحول دون الانهيار الكامل, الذوبان الكامل, في ذاك السيناريو الذي تتبدى حلقاته, يوماً بعد يوم, في العراق: بانوراما الدم, والرماد والمجهول. ذاك المجهول الذي يترعرع على خاصرة الجاهلية!‏

أين أنت يا بدر شاكر السياب تقول لدجلة: (آه يا أبي الماء.. عراق, عراق, عراق)!‏

هل فكر أحد لماذا يحدث كل هذا, وأكثر من كل هذا?‏

يا أنت الذي تتنقل, حافي القدمين -بل وحافي الوجه- بين دهليز ودهليز بحثاً عن قاذفة قنابل تأتي على متنها لتحرير بلادك, ممن? من أهلها...?‏

يا صلاح الدين.. هل أتاك حديث يوسف العظمة?‏

وهل يطرق دونالد رامسفيلد باب محيي الدين بن عربي?‏

يا أنت الذي تبيع كل هؤلاء بثلاثين فضة. تراك بحاجة إلى الفضة وأنت الذي تمشي حافي القدمين بل وحافي الوجه في مستنقعات الذهب..?‏

بعضهم يصلح فقط خزانة للأحذية. الأحذية الإمبراطورية بطبيعة الحال.‏

وسورية لأهلها, لبنان لأهله, العراق لأهله. كل أرض لأهلها. لا لمتسولي الضوء, والسلطة, والفضيحة.‏

نحيلك يا هذا إلى أوكتافيو باث وهو يتوجه إلى الديكتاتور: (يقدمون لك الكرسي. يا أحمق.. إنه الكرسي الكهربائي)!‏

خطر.. خطر.. خطر!‏

ليل طويل طويل, دهر يطبق على ليلنا. ماذا تفعل أحصنة طروادة?‏

تحمل بقايا البربرية على ظهرها وتبشر بالحرية الجميلة. يا رجل, للحرية صهيل أحصنة العرب لا صهيل أحصنة الخشب.‏

هذا زمن لأحصنة الخشب, وإلا فكيف ل (نجوم الأقبية) أن يصولوا ويجولوا, على كتف العار, بين مدينة ومدينة: نأتي إليكم بالخبز مغمساً باللغة العبرية..‏

أجل, أجل, ماذا يعني أن نحاصر اللاءات بالخناجر, وبلقاءات السراديب, وبالمال الذي ينهمر من جيوب القيصر?‏

لا أحد يقول إننا نقتفي أثر الملائكة. كلنا نخطىء, ونخطىء, ونخطىء. ولكن حين يكون هناك من يبيع قبور آبائنا, ودموع أمهاتنا, وحقائب أطفالنا, وسطوح منازلنا, يندلع فينا كل ذلك البرق القديم.‏

يا رجال البرق..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية