|
معاً على الطريق وإننا -بالفم الملآن- مع اللاءات السورية التي رغم كل أحصنة طروادة, هي التي تحول دون الانهيار الكامل, الذوبان الكامل, في ذاك السيناريو الذي تتبدى حلقاته, يوماً بعد يوم, في العراق: بانوراما الدم, والرماد والمجهول. ذاك المجهول الذي يترعرع على خاصرة الجاهلية! أين أنت يا بدر شاكر السياب تقول لدجلة: (آه يا أبي الماء.. عراق, عراق, عراق)! هل فكر أحد لماذا يحدث كل هذا, وأكثر من كل هذا? يا أنت الذي تتنقل, حافي القدمين -بل وحافي الوجه- بين دهليز ودهليز بحثاً عن قاذفة قنابل تأتي على متنها لتحرير بلادك, ممن? من أهلها...? يا صلاح الدين.. هل أتاك حديث يوسف العظمة? وهل يطرق دونالد رامسفيلد باب محيي الدين بن عربي? يا أنت الذي تبيع كل هؤلاء بثلاثين فضة. تراك بحاجة إلى الفضة وأنت الذي تمشي حافي القدمين بل وحافي الوجه في مستنقعات الذهب..? بعضهم يصلح فقط خزانة للأحذية. الأحذية الإمبراطورية بطبيعة الحال. وسورية لأهلها, لبنان لأهله, العراق لأهله. كل أرض لأهلها. لا لمتسولي الضوء, والسلطة, والفضيحة. نحيلك يا هذا إلى أوكتافيو باث وهو يتوجه إلى الديكتاتور: (يقدمون لك الكرسي. يا أحمق.. إنه الكرسي الكهربائي)! خطر.. خطر.. خطر! ليل طويل طويل, دهر يطبق على ليلنا. ماذا تفعل أحصنة طروادة? تحمل بقايا البربرية على ظهرها وتبشر بالحرية الجميلة. يا رجل, للحرية صهيل أحصنة العرب لا صهيل أحصنة الخشب. هذا زمن لأحصنة الخشب, وإلا فكيف ل (نجوم الأقبية) أن يصولوا ويجولوا, على كتف العار, بين مدينة ومدينة: نأتي إليكم بالخبز مغمساً باللغة العبرية.. أجل, أجل, ماذا يعني أن نحاصر اللاءات بالخناجر, وبلقاءات السراديب, وبالمال الذي ينهمر من جيوب القيصر? لا أحد يقول إننا نقتفي أثر الملائكة. كلنا نخطىء, ونخطىء, ونخطىء. ولكن حين يكون هناك من يبيع قبور آبائنا, ودموع أمهاتنا, وحقائب أطفالنا, وسطوح منازلنا, يندلع فينا كل ذلك البرق القديم. يا رجال البرق..! |
|