|
حلب وذلك بحضور السادة: الدكتور زياد الدين الأيوبي وزير الأوقاف ممثل راعي الاحتفالية في هذه الندوة, وسماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية وعلي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية وعبد العزيز الحسن أمين فرع الحزب بحلب والدكتور تامر الحجة محافظ حلب ومحمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب والدكتور إبراهيم السلقيني مفتي حلب والمطران يوحنا إبراهيم مطران السريان الارثوذكس وعدد من العلماء والباحثين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والضيوف والمشاركين في الاحتفالية. من كلمة وزير الأوقاف
وزير الأوقاف للثورة: الإسلام دين حقوق الإنسان أوضح السيد وزير الأوقاف في كلمته حول الندوة التي أعدتها الوزارة بالتعاون مع الأمانة العامة للاحتفالية أننا بدأنا نبحث عن حقوق الإنسان في عصر ضاعت فيه الحقوق وعزّ فيه أصحاب الحق وسادت فيه عبارة حق القوة منتصرة على قوة الحق.مشيراً الى أنه عندما يطبق الدين الحق والالتزام به وتتحول القيم الى سلوك تنتفي أسباب وجود المحاكم والمحامين والقضاة ومجلس الأمن الذي يضرب الضعيف ويحصن القوي ويعيش على ثروات البشر.. وقد غدا الغدر في عرف البعض خُلقاً والدفاع عن الأوطان إرهاباً وصار الاستسلام للعدو حقوقاً للإنسان والاستقواء بالأجنبي مؤشر حضارة ورقي.. وأضاف أن الأديان عدل وسمو وخلق وقيم والاسلام دين حقوق الانسان ويوم انحرف الانسان عن منهج الله في الأرض عاث فساداً واقتتالا.. وعشنا أزمة حقوق الانسان. واستغرب السيد الوزير من أمر الجامعات الكبرى في العالم التي تدرس الحقوق وهي تستعمر العالم عبر أشكال مختلفة وأضاف أن أولئك أرادوا الحقوق لأنفسهم لأن الفكر الصهيوني عندما امتد اليهم وعندما ابتعدوا عن كنائسهم تحولوا الى أناس يعيشون على حساب موت الآخرين (وما يحدث في العراق وفلسطين خير شاهد على تلك الرؤيا). واستهجنوا أن تقول دولة حرة أبية وهي سورية أننا مع الحق والحق هو الله.. كلمة جمعة وتحدث الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية باسم الوفود المشاركة عن أهمية هذه الاحتفالية مقدماً الشكر أولاً للسيد الرئيس بشار الأسد لهذه الرعاية الكريمة والضيافة والعناية التي انطلقت من هذه
الاحتفالية لتجسد كيفية عبادة الله وتعمير الكون وتزكية النفس, والشكر موصول لكل من ساهم في إنجاح هذه الاحتفالية التاريخية مشيراً الى أن حلب تستحق أن تكون عاصمة للثقافة الاسلامية كل عام كما كانت عبر التاريخ لخصوصيتها بما يسمى عبقرية المكان المتعلقة بالتاريخ والأحداث والموقع الجغرافي والتفاعل الحضاري والأداء الثقافي, وأيضاً شخصية الاجتماع.. موضحاً أن تكوين هذه المدينة يمثل منهج حياة نرى فيه التعددية الثقافية والدينية والعرقية بأبهى صورها فهي موطن الاجتماع المنسوب الى بني آدم الذي كرمه الله تعالى وأراد له أن يعمر الدنيا. كلمة الغياتي وتحدث الأستاذ نجيب الغياتي باسم المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو ناقلاً تحيات معالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية وتمنياته بالنجاح لهذه الندوة المهمة حول الاسلام وحقوق الانسان (حلب انموذجاً) موضحاً أن الأنظمة الاجتماعية العادلة تجتمع في احترامها لحرية الانسان وإعلانها لضرورة ضمان حقوقه المشروعة ولكنها تتفاوت في الالتزام بإعلاناتها والضمان للوفاء بالتزاماتها وهنا تظهر قيمة الإسلام, حيث سن القوانين الإلهية لحفظ حقوق الإنسانية التي تمثلت في حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال, وجعلها من مقاصد الشريعة التي تسعى الى تحقيقها وترصد المخالفين لها في الدنيا بأحكام الشريعة, وفي الآخرة بالمحاسبة ثواباً أو عقاباً, وبذلك يختلف عن وثائق حقوق الإنسان الوصفي التي تتفق على مفاهيم هذه الحقوق, لا على آليات تطبيقها متروكة لاجتهادات الدول والمؤسسات والأفراد, ولعل أقرب مثال على عدم وضوح تلك الحقوق في النظم الوضعية ما يثار حالياً عن حق الإنسان في التعبير وسحبه على الاساءة الى خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام فنحن أمام مشكلة قانونية يرى طرفها الأول ألا سقف لحق التعبير ويرى طرفها الثاني أن حرية التعبير كغيرها من الحريات تنتهي عندما تمس حرية الآخرين. أما في الإسلام فمثل هذه الأمور محسومة بقواعد عامة تحفظ للإنسان حقوقه من مثل قوله تعالى (لا تظلمون ولا تظلمون) وأضاف أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عملت على التعريف بمنظور الإسلام في قضايا حقوق الإنسان وأفردت له حيزاًخاصاً في خططها المتعاقبة. كلمة عكام وتحدث الباحث العلامة الدكتور محمود عكام مقرر الجلسة عن الفسيفساء الدينية والعرقية والطيفية والمذهبية التي تنعم بها سورية عموماً وحلب بشكل خاص موضحاً أن هذه الندوات هي موائد تقدم لنا معارف ومعطيات قيمية لأن الثقافة في النهاية هي القدرة على تحويل هذه المعطيات القيمية الى سلوك وأن الإسلام هو امتداد لكل الديانات السابقة وهو دين الناس جميعاً والسماء التي تظللنا دون التفريق بين هذا وذاك. محاور الندوة وتضمنت الندوة ثلاثة محاور, الأول لجان حول التمهيد لفكرة حقوق الإنسان في التاريخ) شارك فيها الدكاترة /فهمي هويدي وعبد القادر كتاني ومحمد أديب ياسرجي/. وتضمنت الحديث حول مفهوم حرية الفرد والجماعة في الإسلام /التأويل - الاجتهاد - الرق/ وميادين حقوق الإنسان في الإسلام.. من حيث العمل وحقوق المرأة والحياة العامة بالاضافة الى مصادر حقوق الانسان في الإسلام والعلاقات الإسلامية المسيحية عبر التاريخ (حلب انموذجاً) باعتبارها مهد الحضارات وصورة مشرقة للعيش المشترك والاخاء الديني والوحدة الوطنية. آراء وانطباعات الثورة رصدت انطباعات المشاركين في الندوة والحضور والبداية مع وزير الأوقاف الدكتور زياد الدين الأيوبي الذي أدلى بتصريح خاص (للثورة) أكد فيه أهمية التعايش الديني في بلادنا, والذي بدوره يعزز الوحدة الوطنية, ويؤسس لمنهج الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وأضاف السيد وزير الأوقاف أن المسلمين حينما دخلوا البلاد الأجنبية فاتحين, حافظوا على كنائس الآخرين, لأن الدفاع عن كنائس الآخرين وشعائرهم واجب شرعي, خاصة وأننا كمسلمين لسنا معادين لأي شعب من شعوب العالم إنما معادين لسياسات تسيء إلينا والى الإنسانية. وعن دور الإعلام في نشر الثقافة قال السيد الوزير: أصبح الإعلام اليوم حاجة ضرورية كالماء والهواء وهو وسيلة هامة لنشر الثقافة العربية والإسلامية وعلى عاتقه تقع مسؤولية افهام المتلقي ما يجب أن يفهم. مفتي الديار المصرية: حلب مدينة مستمرة بالعطاء الدكتور علي جمعة - مفتي الديار المصرية قال: هذه الاحتفالية تؤكد على أهمية الاستمرار في العطاء فحلب مدينة استمرت في العطاء عبر القرون, وتجاوزت حدود الزمان وهي على حالة واحدة, وها هي جامعة حلب حاضنة ندوتنا الأولى, أنشئت عام 1958 وهي لا تزال الى يومنا هذا نبعاً ثراً للعلم وبناء الحضارة وتكوين العقل والثقافة التي يجب على الإنسان ن يخرج بها من الظلمات الى النور, وهذا العطاء المستمر هو الفكرة التي ينبغي علينا أن نراها من خلال الاحتفال بحلب كونها عاصمة للثقافة الإسلامية... الدكتور محمود عكام - عضو اللجنة العلمية للندوة قال: الثقافة تعني أن نحول المعطى المعرفي الى واقع, ومن خلال ندوة (الإسلام وحقوق الإنسان) نريد أن نبين حقوق الإنسان في الإسلام حتى يحولها اخوتنا الى واقع معاش, ولقد استطاع الأقدمون تحويل كل المعطيات الفكرية الى سلوك يومي, حيث أن الثقافة سلوك, والإنسان هو المعني الأول بهذا السلوك ليترجمه الى حقيقة من خلال علاقته بربه أولاً وببني جنسه ثانياً وبمخلوقات الله ثالثاً.. المطران يوحنا إبراهيم - مطران السريان الأرثوذكس بحلب: ان العالم اليوم لا يعرف حقيقة ما يجري في بلادنا ولا يريد أن يصدق أن المسيحيين يمارسون شعائرهم بكل حرية في البلاد العربية والإسلامية, وأن المساواة بين الجامع والكنيسة قائمة في الدستور والواقع في سورية مثالاً حياً. والتواصل مع العالم عبر هذه الندوات الدولية محاولة لنفي أسباب الجهل التي قد تسيطر على عقلية فئة من الناس فيتم استغلالها بشكل مغرض. الدكتورة نعيمة شومان - السورية المقيمة في فرنسا: حضرت لأشارك في هذه الندوات بمحاضرة حول المرأة في الإسلام كإنسان موضحة أن الإسلام كان له الفضل الأول في إعطاء القيمة الحقيقية للمرأة بعد أن استهين بهذه القيمة في العصور السابقة وأرى أن الاتهامات التي توجه للدين الإسلامي مصدرها المجمع الصهيوني العالمي الذي يسيطر منذ عام 1892 وما زال على مناهج العلم بكافة فروعه ومنها الدينية في بلدان البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى والأوسط ولعل مثل هذه الندوات تساهم في ابراز الصورة الحقيقية للمسلمين والدين الإسلامي عموماً. الأستاذ محمد أديب ياسرجي باحث مشارك قال: مشاركتي في ندوة الإسلام وحقوق الإنسان كانت من خلال محاضرة بعنوان: تأصيل فكرة حقوق الإنسان بالاستناد الى مقاصد الشريعة, لأن هذه المقاصد التي راعتها الشريعة الإسلامية يراد منها حفظ مصالح الإنسان المادية والمعنوية, وهي تشمل كل الحقوق التي يدعو إليها دعاة حقوق الإنسان في العالم... وبالنسبة لهذه الاحتفالية فإنني أرى فيها احياء لمكانة حلب التاريخية والفكرية, والتي من خلالها يجب أن نؤسس لثقافة معاصرة تلبي حاجة الإنسان.. |
|