اللافت في المعرض الاستعارات الكولاجية الشبابية، الضاجة بالعارضات والمأخوذة في الغالب من المجلات النسائية. فالصورة المطبوعة تشكل أحياناً المادة الأساسية للوحة ،وإن كان الفنان يبرز قدرته على كسر أطرافها بإضافات لونية تخفف من تقريرية الصورة، وتضفي بالتالي المسحة الفنية المطلوبة على الصورة الملصقة على سطح اللوحة..وإذا كان كائد في بعض لوحاته يهتم بإدخال الصور النسائية المثيرة أحياناً، فإنه في لوحات أخرى يعمل على تجسيد الأحاسيس الداخلية بالتعبير اللوني الذي يحتاج إلى تدخل ريشة الرسم في خطوات اختزال العناصر والأشكال الانسانية المرسومة والمعبرة عن الرموز التاريخية والمناخية الاسطورية. فضلاً عن أن ألوانه تجنح في هذه المجموعة من اللوحات، لقول الانفعالات، فنرى الألوان منفذة بضربات جريئة في فضاء اللوحة، تحوّل الأشكال إلى اختصارات وإيقاعات لونية تطلق العناصر المرسومة أحياناً نحو التجريد، وتبقيها أحياناً أخرى في حدود الصياغة التعبيرية المتفاعلة مع الأجواء الميثولوجية في التكوين والتلوين معاً. لذا نراه يغامر مع الخط واللمسة العفوية للوصول إلى أبعاد تشكيلية قديمة وحديثة. فهو يتجه بلوحاته التعبيرية نحو صياغة تأليفات إيقاعية وبصرية تخضع العمل لانطباعيته ولتحولات الألوان في داخله، فاللون العفوي يأخذ الكثير من صاحبه، ويبوح بما في أعماقه ، فالمهم بالنسبة إليه أنه يوحي بالمرجع التاريخي والاسطوري، فتتحول اللوحة إلى مساحات ولمسات متداخلة تقيم حواراً بين التآليف الطولانية والعرضية والمائلة،ولاتقع في اللعبة الهندسية الباردة، لأن اللوحة تنطلق من هاجس كسر التوازنات الهندسية، ومن منطلق عدم الخضوع لأفقية الامتداد التصويري الواقعي في حركيته المطروحة والمألوفة والمستهلكة. أديب مخزوم‏‏