تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرصة أكثر من تحد

عين المجتمع
الثلاثاء3-2-2015
لينا ديوب

يطلق العاملون على ملف السكان جرس التحفيز على العمل الكثيف المتواتر لمواجهة الكثير من التحديات التي تضاعفت بعد الحرب علينا، ومنها مثلا تدني جودة التعليم لما يعادل تقريباً 30% من طلابنا ما يعني دخولهم سوق العمل دون الكفاءة المطلوبة، والتحدي الآخر استمرار النمو السكاني رغم الحرب والموت.

لكن هل يبقى هذا التحدي كما هو في حال وقفت الحرب وبدأ الاعمار! أم إنه يصبح فرصة مع رغبة الجميع بالعودة الى الحياة والبناء وخاصة جيل الشباب! وهنا لا أريد تنظيــراً معجــوناً بالآمال الزائفة أو المُجــاملة ، أو الرغبــة في كتابة صحفية تحفيــزية في ظل أوضــاع مأســاوية لا تدل على الخيــر حاليــاً.‏

إن الدول التي مرت بتجربة حرب كالتي نعيشها عادت وبنت حضارة حديثة، وهنا يمكننا الحديث عن تفاؤل واقعي إن مُعظم الإحصـائيـات تقــرر حقيقــة أن 50 % من الشعــب الســوري على الأقــل هم من فئة الشبــاب، ولو قارنا بألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فظــروف ســورية أفضــل بكثير، والتي كانت تعــاني بشدة من انخفــاض مخيف في نسبة الشبــاب والمراهقين بسبب الحـــرب ، و ارتفاع نسبة النســاء وكبــار الســن من جهــة أخــرى ، ممــا عطّـــل - في البدايــة - ظهــور بوادر إصــلاحية سريعة بعد الحــرب في مشــروعات الإعمــار ، وجعــل الالمــان فيما بعد يعتمــدون على قوى عاملة من الخارج.‏

الشبــاب هم الفئة العُمــرية الوحيدة الذين عندما ينظــرون إلى مشــاهد الدمــار،والخراب تمتلئ نفــوسهم بالرغبــة في البناء والإصـــلاح وإعادة الترتيــب ، بدلاً من الحزن، وهذا ما عشناه مع مبادراتهم منذ اليوم الأول للعدوان علينا. ثم نجدهم متفائلين وبفخــر وهم يتطلعون إلى منجزاتهم التي أعادوا إعمــارها بسواعدهم.‏

إن ارتفاع نسبة الشباب علامة أخرى مهمة جداً على القدرة في اختزال الزمن المطلوب لإعادة الأعمار بمعدلات سريعة جداً. بلادنا غنية بالموارد الطبيعية والبشرية وكل التحديات هي فرص فور انتهاء الحرب والبدء بالاعمار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية