تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في اللقاء السنوي للاتحاد النسائي فرع ريف دمشق.. مناقشـــات تقييميـــة لحصيـــلة ماتـــم إنجـــازه‏



مجتمع‏
الثلاثاء3-2-2015‏
خلود حكمت شحادة‏

طبيبة.. مهندسة..معلمة.. مشرفة.. وحتى جندية.. أخت .. أم ... تعددت المسميات وبقيت هي المرأة السورية عماد الوطن ونقطة ارتكاز المجتمع السوري..‏

نساء سورية كن وسيبقين زغاريد العنفوان السامي ورمز الصمود في بلد الصمود.. صمدن وكان صمودهن بحجم المؤامرة بل وتفوق عليها... لهن في كل مقام مقال واليوم مقامك أيتها الأم السورية في عرش الصمود.‏‏

منظمات واتحادات كثيرة تضم نساء كثيرات ولكن كينونة المرأة تكمن في اتحاد ومنظمة خاصة لها لتقوم بدورها الفاعل وفق أسس وأنظمة وضعت لتنسق ذاك الدور وتفعله على الوجه الأنسب وكان الاتحاد النسائي خير منظمة لتلك النساء اللواتي اجتمعن وهدفهن الأول الأسرة السورية انطلاقاً نحو سورية أجمل.‏‏

بدقيقة صمت والنشيد العربي السوري بدأ اللقاء السنوي للاتحاد النسائي - فرع ريف دمشق..‏‏

بدأت اللقاء رئيسة مكتب ريف دمشق السيدة وفيقة قيقي بالترحيب بضيوفها والأخوات من عضوات الاتحاد العام النسائي مستهلة كلامها عن صمود المرأة السورية واصفة إياه بأنه مشروع شهادة تنموي إداري والمرأة السورية تعمل وتنتظر دورها لرفع راية النصر، تحمل مسؤولية كاملة من محبة ووجع وحنين هدفها تماسك أسرتها والأسرة السورية ليبقى الوطن عزيزاً.‏‏

محطات تقييمية‏‏

ترأست اللقاء السنوي الدكتورة ماجدة قطيط رئيسة المكتب التنفيذي للاتحاد العام النسائي وكان لنا معها اللقاء التالي:‏‏

المجالس عبارة عن محطات تقييمية لتقييم أداء عمل عام كامل، والبحث عن نقاط القوة في العمل والحضور خلال العام المنصرم ووضع الصعوبات والسلبيات ورصدها ليتم تجاوزها لمرحلة قادمة ووضع توصيات ومقترحات..‏‏

وأضافت قائلة: المكتب التنفيذي أراد أن تكون هذه المجالس محطات غير نمطية وغير روتينية والهدف وضع خطة لتكون المجالس عبارة عن ورشات عمل تضع خطاب القسم نصب أعينها يحويه من قيم أخلاقية وأهمية التنشئة الأسرية وتطوير المناهج موضع التنفيذ لمقترحات وتوصيات تخرج من أرض الواقع.‏‏

وتم الطلب من المكاتب الإدارية مناقشة وضع آلية لتوسع انتشار منظمة الاتحاد النسائي والتعريف بها أكثر فقد لوحظ أن معظم السيدات ليس لديهن المعرفة الوافية بهذه المنظمة واهدافها واقتصرت معرفتهم تلك على أنها تقوم بدورات مهنية غير مدركين للدراسات التي تقوم بها المنظمة.. وأوضحت ان التوصيات سيتم رفعها إلى مجلس الفرع لوضع خطط للعمل والبدء بتنفيذها مع الجهات الوصائية أو رفعها إلى القيادات الميدانية للمساهمة في إعادة إعمار سورية.‏‏

ورشات عمل وتوصيات وفق محاور‏‏

ورشات كثيرة عقدت في جميع مناطق ريف دمشق خلال العام المنصرم خرج كل منها بمقترحات وتوصيات قامت الاخوات بتقديمها وعرضها وفق محاور أربعة:‏‏

الدعم النفسي ودوره في عملية التنمية ، آلية توسيع انتشار المنظمة وتطوير عملها، دور المرأة خلال الأزمة وما بعدها في بناء الإنسان والوطن، التربية الأخلاقية والخطاب الديني.‏‏

تم عرض توصيات هذه المحاور وفق أهميتها حيث شملت جميعها بنوداً تختص بالدعم النفسي خاصة في ظل هذه الأزمة التي خيمت على سوريتنا واليوم وقد اقتربت الأزمة من نهايتها وجب علينا التحدث بحلول ما بعد الأزمة لما تركته من آثار على الكبير قبل طفلنا الصغير لذلك لا بد من تشكيل لجان متدربة خاصة بالدعم النفسي وإقامة الدورات ضمن مراكز الإيواء ودعم المرأة والطفل والتنسيق مع مديري المدارس لتوعية الطالبات وتم شرح اقتراح حول تأهيل اختصاصيين للأطفال ممن يعانون من مشكلات سلوكية وحمايتهم من العنف..‏‏

التربية الأخلاقية والخطاب الديني حاجة ضرورية للمرأة كونها العماد الأول في المجتمع وهي من تربي وتعلم بدءا من الروضة انتهاء بالمراحل الجامعية لذلك لا بد من تعزيز دورها في الملتقيات الثقافية والحوارية يساندها في ذلك المنظمات الشعبية الأخرى.. ومن أهم توصياته ومقترحاته تعزيز ثقافة ازرع شجرة لتعزيز انتشار المساحة الخضراء، وكان لا بد من نشر ثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء للتكيف مع الوضع الراهن.. كثيرة هي الأفكار البناءة التي قد لا تتسع لها صفحاتنا المهم هو وضعها قيد التنفيذ.‏‏

وكان أحد الاقتراحات البناءة ترسيخ اللحمة الوطنية بين جميع أطياف الشعب السوري من خلال العمل التطوعي والمساهمة في المصالحات التي تجري فقد كانت إحدى الأخوات قد قامت بإقناع عدد من الأمهات لإعادة أولادهن إلى الصواب وتسليم السلاح ونجحت بعدة محاولات مهما كانت بسيطة فهي بناءة فالمرأة هي التي تفهم المرأة والأم هي من يقنع ولدها أكثر من الأب ودخول المرأة إلى أي منزل بطريقة سلسة ودية يساعد بالحصول على نتائج بناءة وتحقيق الغاية المرجوة.‏‏

لفتة ايجابية‏‏

أثرى هذا اللقاء السيد محافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف وهو رأس الهرم الإداري في المحافظة شارك الأخوات همومهن ومشكلاتهن وكان أذناً صاغية لكل نقاشاتهن ومتطلباتهن صغرت أم كبرت وتم عرض مشكلات من الشارع السوري المحروقات، المواصلات، المدارس، مراكز الإيواء، المهجرين وغيرها... هي هموم الشارع السوري بمجمله وتوجه بكلماته إلى الحاضرات في اللقاء قائلاً: النساء السوريات كنا سباقات أنجبن جنود الوطن وشهداءه.. كن دائماً في الطليعة ونحن وبعد خطاب القسم شعرنا أن كثيراً من بنوده توجهت للمرأة لأنها تحملت الصعوبات فهناك من خسرت ولداً أو أكثر واخرى خسرت مملكتها واضطرت لتتخلى عن بيتها وعرشها بسبب عمل إرهابي أفقدها أثمن ما تملك.. عارضاً مساعدته لإزالة العوائق والوقوف بجانب المنظمة في الإطار الخدمي والإداري وتقديم التسهيلات إيماناً بقدرات المنظمة واهميتها.‏‏

إحدى الأخوات والدمعة في عينيها تسأل عن عرشها... بيتها في عدرا العمالية وما حل به وكيف سيتم التعامل مع أوضاعهم و هنا وعد السيد المحافظ بأن منازلهم ستسلم لهم بعد تأهيلها من الناحية الإنشائية لتكون جاهزة للسكن.‏‏

أخريات من مديرات روضات في ريف دمشق طالبنا بمقرات وأخريات بمحروقات و.. و..الخ وجميعهن خرجن راضيات من تعاون السيد المحافظ وتفاعله مع مشكلاتهن مهما صغرت أو كبرت.‏‏

على هامش اللقاء‏‏

ومن أهم المقترحات والمداخلات على هامش اللقاء كان إعادة العمل اليدوي وتفعيله في المنازل ومراكز الإيواء ليكون سنداً اقتصادياً للمرأة وليبث فيها روح القوة والصمود لتتغلب على الصعاب، وكان اقتراح إعادة النظر بقانون الأحوال الشخصية المتعلق بالمرأة لما تتعرض له من عنف وتعنيف في ظل هذه الأزمة.‏‏

طالبت إحدى الأخوات الحاضرات بإشراك المنظمة في موضوع توزيع المعونات الخاصة بمراكز الإيواء حيث اشتكت من توزيع غير عادل للحصص.‏‏

وأهم اقتراح كان له وقع على الحاضرين هو إشراك المرأة السورية مهما كان مركزها أو مكانتها من خلال دورها الإيجابي في المصالحة فهي تستطيع الدخول إلى المنازل ومحاورة المرأة الأم لإقناع من خانه حدسه أو ضميره وساقه الزمن ليشهر سلاحه في وجه وطنه ويخون ترابه للعودة إلى ذاك التراب الطاهر وياسمين الوطن.‏‏

استمرارية وعمل‏‏

انتهى اللقاء بتوصيات واقتراحات بناءة تم العمل عليها خلال العام الماضي منها ما تم إنجازه ومنها ما هو مستمر قيد الانجاز فالعمل متواصل لتحقيق الأهداف والغايات لبناء سورية المتجددة والأمل الأخير أن تخرج تلك البنود إلى ساحات العمل ولا تبقى طي أوراق صفراء تضعف أهميتها يمحوها الزمن، فالشجرة التي لا تسقى ويعتنى بها لا تثمر والمرأة السورية هي شجرة هذا الوطن وبستانه الأخضر وتستحق منا العناية والاهتمام وأمنا الكبيرة سورية تستحق منا الكثير فإلى سورية منتصرة عظيمة.‏‏

ت: زياد فلاح‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية