|
نافذة على حدث من هذه الزاوية المنفرجة ووفق هذا المعطى الغني بالدلالات يمكن النظر إلى الهجمات الإرهابية التي تعرض لها مؤخراً الجيش المصري في شمال جزيرة سيناء في منطقة شديدة التماس مع الكيان الصهيوني ومجموعات إرهابية تسمي نفسها «أنصار بيت المقدس» لكنها تدير ظهرها للقدس وفلسطين كما تفعل جبهة النصرة الإرهابية في سورية. ورغم وضوح الدور القذر لجماعة «الاخوان المسلمين» في هذه الهجمات بدلالة ما تبثه القنوات التلفزيونية الناطقة باسمهم من كراهية وتحريض وتهديد، وافتضاح التورط التركي والقطري والسعودي فيما تتعرض له المنطقة من همجية وعنف وإرهاب دعماً وتمويلاً وتدريباً، تبقى إسرائيل من أشد المستفيدين من الحالة التي وصلت إليها مصر وباقي دول المنطقة، وهذا ما يجب أن تأخذه مصر بعين الحسبان، لأن مصر العروبة ـ برغم كامب ديفيد الذليلة ـ لم تخرج يوماً من قائمة الأعداء التقليديين للكيان الصهيوني الذي لا تخفى مخططاته التخريبية والعدوانية ضد مصر من أعالي النيل حتى جنوب السودان الذي بات على رأس قائمة أصدقاء إسرائيل..! لا يخفى على أحد أن مصر مستهدفة بدورها وموقعها وجيشها وأمنها ومياهها، وغاية الاستهداف أن تبقى خارج معادلات المنطقة عاجزة عن لعب أي دور مؤثر وفعال في قضاياها كما كان حالها خلال حكم الأخوان الساقطين، فهل تستطيع مصر الخروج من محنتها وتستعيد دورها أم تبقى رهينة المخططات والمؤامرات التي ترسم لها من قبل إسرائيل وحلفائها وعملائها..؟! |
|