|
معاً على الطريق وخاصة أفلام رعاة البقر ومغامراتهم في البحث عن المطلوبين إلى العدالة وبينها الفيلم الشهير «من أجل حفنة من الدولارات»، ولكثرة المبالغات السينمائية التي تقدم الأميركي بصورة السوبرمان الذي لا يقهر، والذي لا تذهب واحدة من رصاصاته القليلة هدراً، فقد انتشر الكثير من الطرائف المرافقة، من بينها اختراع أحد السوريين لاسم فيلم من هذا النوع بعنوان « الرصاصة التي لفت الكوع وقتلت غرينغو»!! أمس، طالعت خبراً، وبالفيديو, على صفحة السي إن إن العربية مفاده أن وكالة الأبحاث في البنتاغون الأميركي، اقتربت من بدء إنتاج طلقات أو رصاصات تستطيع أن تلف الكوع وتقتل، وهي غير القنابل الذكية التي نسمع عنها من سنين، والتي تبحث عن أهدافها بذاكرة تلفزيونية مزودة بها.. وفي حال صدق الخبر فعلى الأرجح أن غرينغو الأميركي لن يكون هدفاً لمثل هذه الرصاصات بالتأكيد؟ حين غزا الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن أفغانستان ومن بعدها العراق عامي 2001 و 2003 إثر تفجيرات أيلول في نيويورك، وعد شعبه بحرب سريعة ساحقة ماحقة لا تبقي ولا تذر من الإرهاب والإرهابيين شيئاً، وكانت عدته بالطبع القنابل الذكية التي صدع الأميركيون بها رأس العالمين . غير أن بوش دمر البلدين وقتل مئات الآلاف.. بل الملايين من شعبيهما دون أن يقضي على الإرهاب أو حتى يلحق الهزيمة به... ودون أن نتأكد بالضبط ما إذا كان هدفه التدمير والقتل أم محاربة الإرهاب! اليوم، ومع أن القنابل الذكية الأميركية باتت أكثر وأعقد وأفضل تصويباً ومتابعة لأهدافها مما كانت عليه في أفغانستان والعراق، ورغم أخبار البنتاغون الجديدة التي تنقلها السي إن إن عن الرصاصات التي تلف الكوع.. إلا أن الرئيس أوباما وإدارته لا يعد شعبه ولا يعدنا بحرب سريعة تهزم الإرهاب، بل بسنوات من الصراع المرير الذي يمكن أن يحد من إرهاب داعش مثلاً لكنه لا يهزمه البتة... لكنه، بالتأكيد، يوفر بقاءً أميركيا مستداماً ومتجدداً لعقود من السنوات في ربوعنا؟ ومع هذا لا يتردد الساسة الأميركيون بين الفينة والفينة وعلى رأسهم الرئيس أوباما، في تجديد وعودهم بالبحث عن الدفعة الأولى من المعارضة السورية « المعتدلة « خلال ثلاث سنوات، وتجميعها وتدريبها وتسليحها وإطلاقها لحرب داعش والدولة السورية على السواء، وأكثر من ذلك يعدون بانتصارها وإنشائها جمهورية أفلاطون الجديدة في سورية.. ولا ندري أيضاً لماذا فشلت الجيوش الأميركية بكل قنابلها الذكية في القضاء على الإرهاب، ولماذا ستنجح المعارضة « المعتدلة « في ذلك... الأرجح أن الأميركيين سيزودونها بالرصاصات التي تلف الكوع إياها! بالطبع، أنا لا أسخر من أميركا ولا من انجازاتها التقنية وبينها العسكرية.. ولا حتى من أفلامها الهوليودية.. فهي التي تعرف ماذا تفعل، بل أسخر من حماقة وغباء أولئك الذين ما يزالون يتوهمون أن أميركا تذهب معهم ولا تأخذهم معها !! |
|