تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحص ل( الثورة ): إحياء الحلم القومي العربي أصبح ضرورة ملحة

بيروت
دراسات
الأربعاء 30/4/2008
لقاء: يوسف فريج

اكد رئيس وزراء لبنان الاسبق الدكتور سليم الحص ان مؤتمر التجديد للفكر القومي الذي عقد في دمشق شكل نقلة نوعية في التعاطي مع الحدث والواقع العربي وفي وقت تعيش فيه المنطقة العربية ظروفاً حساسة ومصيرية من تاريخ امتنا لهذا كان المؤتمر ضرورة ملحة لمناقشة تفعيل العمل العربي المشترك واحياء للتضامن العربي في مواجهة ما تتعرض له المنطقة من تحديات واخطار .

هذه المواقف وغيرها كانت للرئيس الحص الذي التقته الثورة في بيروت واجرت معه الحوار التالي :‏

* مااهمية هذا المؤتمر في ظل الظروف الراهنة ?‏

** ان مؤتمر تجديد الفكر القومي الذي استضافته دمشق جاء في وقت حساس ومصيري من تاريخ الامة العربية وفي وقت هي اشد ما نكون فيه بحاجة الى التضامن والعمل العربي المشترك والذي يتزامن مع تولي سورية رئاسة القمة العربية والدور الذي تلعبه في احياء التضامن العربي من خلال تفعيل العلاقات العربية العربية على كافة المستويات لاننا بحاجة فعلية لاحياء الحلم القومي العربي كونه قيمة ضرورية ليستعيد معه العرب قرارهم الحر لان ما يجمع بين امتنا العربية من روابط اللغة والمصالح المشتركة والمصير الواحد انما يعطينا قوة في التصدي والممانعة في وجه المؤمرات التي يراد منها اضعاف العرب وجعلهم لقمة سائغة لاي معتد مهما علا شأنه وهذا ما يتطلب بقيادة الرئيس الاسد انشاء وتدعيم للثقافة القومية والفكرية التي تحاكي المواقف العربية للشعوب وهذا ما اكد عليه سيادة الرئيس الاسد خلال لقائه الوفود المشاركة في المؤتمر والذي شدد ان المشروع القومي كان وسيبقى الاساس وان دمشق متمسكة بثوابتها الوطنية والقومية والتي تؤكد على ضرورة تجديد الفكر القومي واهمية الحوار والتواصل بين الفكر والواقع .‏

* ما هو واقع القومية العربية اليوم في ظل التحديات التي تواجه الامة ?‏

** ان الحديث عن القومية عموما والقومية العربية خصوصا لا يستقيم في واقع يتنامى فيه مد العولمة مع التمسك بالمفهوم الضيق للقومية, والذي يضعنا امام الكثير من التساؤلات التي لابد من تسليط الضوء عليها لاننا في واقعنا العربي بحاجة الى الخروج من القوقعة والانفراد او من العزلة , ولاسيما اننا نعيش في عصر العولمة والمعلوماتية‏

والتفاعل بين الشعوب والافراد , وتتسم القومية العربية بالحركة الانفتاحية لبناء كيان وحدوي وطني قومي في العالم باسره وتكون انطلاقته عربية بامتياز .‏

وكثيرا ما يكون هناك التباس حول فكرة العروبة مع فكرة الرابط الاسلامي في ظل كثرة الوجود للتيارات الاسلامية في العالم ولا خوف على التفاعل الاسلامي لانه من صلب الثقافة والتراث العربيين, وهناك تداخل في التاريخ العربي والتاريخ الاسلامي لان اللغة واحدة من نفس المنهج الفكري العربي الثقافي, ومن هنا انطلقت فكرة القومية العربية الوحدوية لتكون جنبا الى جنب مع المفهوم الاخر للبعث الاستراتيجي الفكري وهو يتلاءم مع التكامل الوحدوي بجوانبه الكاملة ولا فرق بين الثقافة الاسلامية والعربية لانها تصب في نفس الاتجاه والتكامل .‏

ويبقى ان نقول: ان حالة التشرذم التي تعيشها الامة العربية هي حالة مستوردة بفعل قوى خارجية تفعل فعلها في الساحة العربية ويبقى المستفيد الوحيد من هذا الواقع هو العدو الاسرائيلي المتربص على حدود امتنا والذي يريد الشر للبنانيين والعرب اجمعين .‏

* كيف ترى مسالة التجديد للفكر القومي لناحية المضمون والابعاد المرحلية التي يمر بها ?‏

** ان مسالة التجديد للفكر القومي العربي منطلقاً ومضموناً وابعاداً يجب النظر فيها من خلال المرحلة التي تمر بها الامة العربية المترعة بتفلت العصبيات والشعارات والممارسات القطرية وفي حالات كثيرة الانعزالية , التشرذم هو سمة المرحلة ففي لبنان مثلاً هناك حركات سياسية لها تاريخ طويل اخذت بناصية التقوقع عن المحيط العربي لابل التبرؤ من كل ما هو عربي وذلك تحت لافتة الذود عن خصوصيات لبنان والمجتمع والدولة .‏

واليوم نرى السجال الدائر بين تيار الانعزال اللبناني وتيار الانفتاح القومي ازاء المحيط العربي كان ولا يزال من ابرز العلامات الفارقة لحقبة طويلة من تاريخ بلدنا من هنا لابد من التحدث عن مضمون المسألة التجديدية للفكر القومي وتسليط الضوء على هذا الواقع ووضع الامور في نطاق الابراز الصحيح من خلال تعميم الثقافة القومية وابعادها المرحلية والتي يجب ان تكون في صلب الخطاب التعبوي والثقافي لان شعوبنا دائما بحاجة الى حالة من التوعية الذاتية تكون منطلقاً للمفهوم القومي بحالته وابعاده ومضمونه لان كل حديث عن المفهوم القومي يجب ان يحتل في الدرجة الاولى توعية ثقافية وايديولوجية تحاكي الشعوب وتتمسك بالتقاليد العربية والوحدوية , اما مفهوم العروبة فهي قومية تتلازم وحدود جغرافية يرسمها امتداد اللغة والتراث المشترك والمصالح المتبادلة والايمان بالمصير الواحد .‏

* الى ايِّ مدى برأيكم يتم توظيف قضية العروبة في خدمة الانسان العربي?‏

** : لا شك ان الفكر القومي العربي يعتبر مادة مطروحة دائما على طاولة الحوار والنقاش والبحث والتطوير , وتبقى اشكالية السؤال تطرح حول الصيغة او الصيغ التي يجب استخلاصها من خلال ترجمة العروبة والتي اصبحت تشكل مساراً تصاعدياً وتعطي جهدا مضاعفاً مشتركاً وهدفاً نبيلاً يصب في النهاية في مصلحة الامة جمعاء , من هنا اذا كان لنا ان نضع يدنا على عنوان كبير فاننا نتوجه بالقول : لابد من العمل على تحقيق اتحاد عربي جامع يكون على غرار الاتحاد الاوروبي ويكون ابعد وافعل مما نصبو اليه , ونحن ندرك ان طريق الاتحاد لا بد وان يمر في محطتين التنمية الديمقراطية من جهة كي يأتي قرار الاتحاد معبرا عن ارادة الشعب الحرة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة ثانية كي يتأمن القدر الحيوي المطلوب من التجانس بين المجتمعات العربية التي تنضوي في هذا الاتحاد , وبما يؤمن خدمة للانسان العربي اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وبذلك نكون قد وظفنا المفهوم الصحيح للعروبة في خدمة شعوبنا وامتنا العربية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية