|
ترجمة أما الثاني, فهو السعي إلى تحسين الأوضاع الأمنية في العراق, عبر إقناع جيرانه (المشاركين في مؤتمر العراق بالكويت) بمساعدة الولايات المتحدة على إحلال ا لتهدئة في بلاد مزقتها الحرب, أو بمعنى أصح تسعى إلى تأمين مساعدتهم في إصلاح ما تسببت به الولايات المتحدة من أضرار, وعلى الرغم من أن تلك المحاولة جديرة ببذل الجهد, لكن كل التوقعات تؤكد أنه لن يكتب لها النجاح, إذ طالما استمرت بتهديد إيران وفرض عقوبات عليها, فمن غير المنطقي أن تتوقع تلقي أي مساعدة للتخفيف من المعضلات القائمة في العراق. صرح جورج بوش أن ثمة تهديدين تتعرض لهما الولايات المتحدة أحدهما من القاعدة والآخر من إيران, وإن الفشل في العراق سيجعل القاعدة تدعي النصر وتفرض هيمنتها على بعض المناطق, وتعتبرها منطلقاً لمهاجمة القوات الأمريكية والقوات الصديقة والحليفة لها. أما إيران فإنها ستعمل على سد الفراغ, وسيتشجع قادتها الراديكاليين للسيطرة على المنطقة. وقد اعتبرت صحيفة النيويورك تايمز تلك التصريحات تعبر عن إخفاق استراتيجي كبير ليس له مثيل في التاريخ الأمريكي, لكن بوش مازال متمسكاً بمقولة النجاح المحقق. الحرب غير المقنعة: لم يكن ثمة وجود للقاعدة في العراق قبل الحرب غير المقنعة التي قامت بها أمريكا, لكن استمرار الاحتلال أعطى (القاعدة) الفرصة لتجذير وجودها فيه, لذلك فإن الانسحاب الكلي للولايات المتحدة سيفضي إلى هزيمة القاعدة أيضاً عبر مقاومتها من قبل العرب والعراقيين بعد توفر الفرصة المناسبة, إن شعبيتها قد اكتسبتها نتيجة لما أبدته من عداء للغرب. أما بالنسبة لسيطرة إيران على المنطقة فإن الولايات المتحدة هي الجهة التي تسببت بقلب موازين القوى في الخليج عبر تدميرها للقوة العراقية, الأمر الذي أفضى إلى الإخلال في التوازن القائم في المنطقة, وفي الداخل العراقي عبر تأليبها فئة على أخرى, لكن عندما ينتهي التدخل الأمريكي وتغادر قواته العراق فإن عودة الأمور إلى نصابها ستكون من الأمور المسلم بها. إن كلاً من تركيا وإيران والسعودية والأردن وسورية لديها جميعاً مصلحة في عودة الوحدة والاستقرار للعراق. الأمر الذي يتطلب منها جميعاً حل الخلافات القائمة بينها والاتفاق على نهج معين, لأن الوقت قد حان لترسم دول المنطقة مستقبلها بيدها, عبر مؤتمر يعقد لمعالجة المعضلات القائمة بشكل عام ودون مشاركة من واشنطن, وعليهم التحاور في عدد من الأمور أهمها: - حاجة الولايات المتحدة للخروج من المستنقع العراقي وفق جدول زمني, الأمر الذي يتطلب من أمريكا إجراء حوار بناء مع إيران وسورية وإقناعها بأن من مصلحتها عدم وجود قوات عسكرية كبيرة لها في العراق ومنطقة الخليج إذ إن استمرار وجودها سيزيد العداء لها ويعرض مصالحها للخطر. - ينبغي مشاركة كافة أطياف الشعب العراقي في الحكومة, الأمر الذي يتطلب مؤازرة من دول الجوار. - الاتفاق على استثمار النفط, وتوزيعه توزيعاً عادلاً بين مناطق وفئات الشعب. - إن إعادة بناء العراق يتطلب دعماً مالياً من دول الخليج, ودعم سورية والأردن بالتعويضات المادية المناسبة نظير استضافتهم للاجئين العراقيين. في مقال نشرته جريدة الهيرالدتريبيون,. دعا هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إلى حوار بشأن سياسة الأمن الخارجي, ولسوء الحظ فإنه يفكر بذات الأسلوب الذي نهجه جورج بوش, من حيث عدائه للإسلام الرديكالي بدعوى أن تلك الفئة لم تدع مجالاً للتفاوض. لكن قوله هذا يفتقر للصحة, إذ لو توفرت الرغبة لدى واشنطن في التعامل مع تلك القوى الإسلامية لتعين عليها وقف قتل المسلمين في العراق وأفغانستان, ووضع نهاية للحرب على الإرهاب, وكبح الوحشية التي تمارسها (اسرائيل) على الفلسطينيين, تلك هي المصادر الرئيسة لمعضلات (الشرق الأوسط) والتهديدات التي تسببها للأمن الغربي. لقد خاض بوش حرباً دمر بها بلداً عربياً, وقتل عشرات الألوف من المدنيين مسيئاً في ذلك للسمعة الأمريكية والسير بالاقتصاد الأمريكي إلى عجز كبير لم يشهده منذ أمد بعيد. لذلك يتعين على الرئيس الأمريكي المقبل إعادة النظر بالسياسة الأمريكية حيال العرب والمسلمين, ومساءلة الأشخاص والمنظمات التي قادت أمريكا للوقوع بهذا الشرك. الانترنت عن موقع : Golfnews |
|