|
وكالات - الثورة وبسبب السياسة الرعناء للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحركاته الأحادية المشبوهة خلال فترة انعقاد القمة أحجم القادة المشاركون عن التنديد بالسياسات الحمائية، ودعوا بدلاً من ذلك إلى توفير مناخ تجاري حر ونزيه وغير منحاز. والبيان الختامي المشترك لأعمال القمة التي استمرت يومين لم يتضمن تعهداً بمحاربة الحمائية للسنة الثانية على التوالي، على الرغم من أن رئيس وزراء اليابان شينزو آبي كان يأمل في استخدام القمة لمحاربة الحمائية في مختلف أنحاء العالم، ومن دون استخدام كلمة الحمائية. ولكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أخفى انزعاجه وأكد أن ثمة كثير من الأمور المشتركة بين قادة مجموعة العشرين من بينها الاعتراف المشترك بحاجة المجموعة لأن تظل المحرك الرئيسي للنمو العالمي، وعند صياغة بيان القمة حرصت اليابان التي ترأس الاجتماع على إيجاد أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة التي تعارض لغة التنديد بالحماية التجارية والدول الأخرى التي تسعى لتحذير أقوى ضد التوتر التجاري. وبصورة عامة باتت مجموعة العشرين التي تمثل أكثر من 85% من إجمالي الناتج الداخلي العالمي وثلثي سكان العالم، تجد صعوبة في السنوات الأخيرة في الدعوة إلى وحدة الصف والتنديد بالحمائية في المبادلات التجارية في بياناتها الختامية. وتم التوصل إلى هذا الاتفاق أمس بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة الولايات المتحدة عرقلة الإعلان الذي اتخذ شكلا مماثلا لاعلاني قمتي مجموعة العشرين في هامبورغ عام 2017 وبوينوس ايريس عام 2018. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن خلال مؤتمر صحفي في اوساكا أمس أنه لم تكن هناك أي قرارات حاسمة في قمة العشرين بل أكد جميع المشاركين سعيهم للعمل أكثر على تطوير نظام التجارة العالمي بما في ذلك العمل على إصلاح منظمة التجارة العالمية، معتبراً ذلك «خطوة ايجابية. وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جانبه أيضاً بأن مجموعة العشرين باتت اليوم فعلياً أقرب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تسمح لصانعي القرار بالالتقاء في اجتماعات ثنائية وتبادل وجهات النظر حول الملفات المهمة، معتبراً أن مجموعة العشرين ليست مفيدة بما يكفي، داعياً إلى ما سماه بحث جماعي حول هذا الموضوع. كما لم تتمكن القمة من التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن ملف المناخ، حيث أعرب رئيس الوزراء الياباني عن رغبته للمشاركين بأن يوحدوا صفوفهم في جهود مواجهة قضايا البيئة، من بينها تغير المناخ، غير أنه مع انسحاب الولايات المتحدة في ظل حكم ترامب من اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، تعيد الدول الأعضاء في مجموعة الـ19 التأكيد على التزامها بتنفيذه بشكل كامل حسب البيان. وهزت التبعات واسعة النطاق للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسواق واختبرت عزيمة أعضاء المجموعة إزاء توحيد جبهتهم لتفادي كساد عالمي، واتفقت الولايات المتحدة والصين على استئناف محادثات التجارة ما يعطي بعض الأمل في إمكانية تسوية أكبر اقتصادين في العالم للنزاع المرير بينهما. النتائج لم تكن مرضية بالنسبة لخبراء الاقتصاد والمتابعين للحركة الاقتصادية العالمية، حيث حذرت كريستين لاغارد مدير عام صندوق النقد الدولي من أن الاقتصاد العالمي يواجه موقفاً صعباً بسبب النزاعات التجارية وحثت صناع القرار في مجموعة العشرين على خفض الرسوم الجمركية والعقبات الأخرى أمام التجارة. وقالت: فيما نرحب باستئناف محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، فإن الرسوم التي فرضت بالفعل تكبح الاقتصاد العالمي بينما تحمل القضايا التي لم تحسم الكثير من الضبابية تجاه المستقبل. |
|