تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


17.5 مليون م3 إنتاج الغاز الطبيعي.. إيقاف عدد من الآبار الحامضية في توينان مؤقتاً... والأعمال مستمرة في منطقة شمال دمشق

دمشق
الثورة
اقتصاد
الأحد 30-6-2019
غاب التقنين الكهربائي منذ شهرين متتاليين نتيجة وفرة الغاز والفيول وبعض الكهرباء المولدة من العنفات المائية على نهر الفرات وبجهود العاملين في قطاعي النفط والكهرباء، والسؤال ما الذي تغير في وضع الغاز العامل الفارق في غياب التقنين لأن الجهود المبذولة في كلا القطاعين كبيرة ولم تفتر منذ بداية الأزمة وكانت مواكبة لجهود الجيش العربي السوري لتضحياته.

مدير عام المؤسسة العامة للنفط المهندس بسام طعمه أوضح أن إنتاج الغاز الطبيعي كان بداية عام 2017 في أدنى مستوى له بمعدل 6.5 ملايين م3/يوم نتيجة خروج كافة مواقع الإنتاج عن السيطرة باستثناء حقول ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى الذي كان يمثل المصدر الوحيد للإنتاج ولكن بعد بدء عمليات التحرير واستعادة السيطرة على مواقع الإنتاج وتنفيذ خطط التأهيل المعدة مسبقاً من قبل وزارة النفط، بدا الإنتاج بالتعافي، ووصل في بداية عام 2018 إلى حوالي 16 مليون م3/يوم وارتفع مع تنفيذ خطط التأهيل إلى ما يزيد على 17.5 مليون م3/يوم، ولكن تم إيقاف عدد من الآبار الحامضية مؤقتاً في حقول شمال المنطقة الوسطى (منطقة التوينان) للحفاظ على سلامة المعدات والتجهيزات وخطوط النقل من التآكل ريثما يتم الانتهاء من توسيع وحدة تحلية الغاز في المعمل، بالإضافة إلى وجود كميات أخرى من الغاز موقوفة ريثما يتم تنفيذ عمليات الإصلاح لبعض الآبار، وستزداد إنتاجية المعمل تدريجياً وفق الخطط الموضوعة في إصلاح وأحياء الآبار تباعاً للوصول إلى الطاقة التصميمية للمعمل والبالغة 3.2 ملايين م3/يوم غاز.‏‏‏‏

وفيما يخص إنتاج الغاز المنزلي في معمل غاز شمال المنطقة الوسطى أكد طعمه أن الأمر مرتبط بتجهيز العنفة الثانية لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل الوحدات المرتبطة بإنتاج الغاز المنزلي وضواغط تصدير الغاز النظيف، وحالياً يتم العمل لتشغيل العنفة وربطها بالشبكة على الرغم من امتناع الشركة الصانعة من القيام بهذه الأعمال بسبب التزامها ببنود المقاطعة الغربية ولكن الكوادر الوطنية تقوم بالعمل على تشغيل العنفة.‏‏‏‏

‏‏‏‏

2 مليون م3/يوم الإنتاج المتوقع لآبار شمال دمشق‏‏‏‏

وعن مشروع شمال دمشق قال مدير الدراسات في الشركة السورية للنفط المهندس صالح الدربولي: مشروع شمال دمشق يتمتع بمأمولية غازية عالية، وهو يحتاج إلى استكمال أعمال الاستكشاف، وهو من المناطق الصعبة من حيث البنية والتراكيب الجيولوجية والتي تحتمل العديد من الصعوبات أثناء عمليات الحفر.‏‏‏‏

‏‏‏‏

وأضاف: على الرغم من ذلك بعد تأمين منطقة شمال دمشق (دير عطية، قارة - النبك - البريج ) خلال عام 2017 باشرت الوزارة على الفور باستثمار الإمكانات المتوفرة لبدء أعمال الحفر في هذه المواقع، حيث بدأت فيها عمليات الحفر في شهر أيلول 2017، وتم وضعها بالإنتاج لأول مرة بتاريخ 10/4/2018 بمعدل 1 مليون م3/يوم غاز + 600 برميل/يوم مكثفات من خلال بئرين (قارة1 و قارة3)، مع متابعة أعمال الحفر وإنشاء المحطات وخطوط تجميع ونقل الغاز، والواقع الحالي لأبار منطقة شمال دمشق على الشكل التالي:‏‏‏‏

بئر البريج1‏‏‏‏

بعد حفر البئر عام 2006 تم تقييمه والتأكد من استطاعته الإنتاجية والتي قُدرت بـ 250 ألف م3/يوم تم حفظه وإعادة فتحه عام 2018 تبين أن هناك زيادة في عمق الحفر للاقتراب من خزان المياه الطبقية، تم إغلاق البئر ووضع برنامج إصلاح بحفر جذع جديدة في الطبقة المنتجة والابتعاد عن المياه الطبقية ووضع البئر بالإنتاج من جديد بإنتاجية 250 ألف م3/يوم وسيتم البدء بتنفيذ البرنامج بالاستعانة بأول حفارة تنتهي من عملها الحالي.‏‏‏‏

بئر البريج4‏‏‏‏

هو بئر خارج التركيب مع أنه بئر استكشافي ونسبة الإصابة في حقل البريج بلغت 50% وذلك ضمن المقاييس العالمية في الحفر والاستكشاف.‏‏‏‏

قارة 1 و 3: هي آبار تقع ضمن حقل استكشافي ومن المخطط حفر عدة آبار جديدة ودراسة حدود التركيب وصفاته التخزينية ومعرفة مركز الحقل، ومن المتوقع أن هذه الآبار تقع في أطراف التركيب وهذا ما يفسر انخفاض ضغوطها ثم ثباتها عند قيمة (75 ضغط جوي) منذ فترة طويلة وهذا موضوع يتعلق بالصفات التخزينية للطبقة.‏‏‏‏

دير عطية1‏‏‏‏

تم فتح البئر خلال عام 2018 وهو حالياً ينتج حوالي 170 ألف م3/يوم.‏‏‏‏

وتابع الدربولي: الأعمال مستمرة في كافة حقول شمال دمشق والإنتاج الحالي حوالي 700 ألف م3/يوم ومخطط وضع الآبار التالية بالإنتاج خلال عام 2019:‏‏‏‏

بريج 1 بعد إصلاحه بإنتاجية 250 ألف م3/يوم.‏‏‏‏

قارة 5 بعد إصلاحه بإنتاجية 200 ألف م3/يوم.‏‏‏‏

قارة 8 قيد الحفر حالياً بإنتاجية متوقعة حوالي 300 ألف م3/يوم.‏‏‏‏

قارة 6 قيد الحفر حالياً بإنتاجية متوقعة 350 ألف م3/يوم.‏‏‏‏

وسيتم تحديد بئرين آخرين للحفر خلال عام 2019 بناءً على معطيات الآبار السابقة وبإنتاجية متوقعة حوالي 400 ألف م3/يوم وبالتالي سيرتفع الإنتاج بحقل شمال دمشق خلال عام 2019 إلى ما يزيد على 2 مليون م3/يوم.‏‏‏‏

أسس علمية مدروسة‏‏‏‏

وحول انخفاض الكميات المقدرة للإنتاج بعد وضعها بالخدمة بين الدربولي أن إدارة العملية الإنتاجية في كافة الحقول والآبار المنتجة تتم وفق أسس ومبادئ علمية تحقق الإنتاج الأمثل من الطبقات المنتجة حيث يتم تحديد قطر الفالات في الآبار الغازية وفق أسس علمية مدروسة (مثل نوعية الطبقة المنتجة والنفوذية، الضغط الطبقي، مستوى التقاء الماء بالنفط والغاز...) وبحيث لا يتجاوز الفرق بين الضغط السكوني والديناميكي للآبار العاملة نسبة 30% وهذا ينسجم مع المقاييس العالمية المعتمدة وكافة الآبار المنتجة حالياً يتراوح قطر الفالة فيها ما بين 6-20 مم وبما يحقق دائماً أقل من النسبة المذكورة، حيث تجري المراقبة الآنية والدائمة للمؤشرات الإنتاجية في الآبار العاملة وفي حال ظهور أي مؤشر سلبي يتم التدخل من قبل المختصين لمعالجة ذلك من خلال تعديل قطر الفالة أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات فنية بما يحقق دائماً الإنتاج الأمثل.‏‏‏‏

وحول الحديث عن تركيب ضواغط غازية ودورها في استثمار المكامن الغازية قال الدربولي: بداية الإنتاج تكون ضغوط الآبار أكبر من ضغوط خط نقل الغاز وكافية للإنتاج مباشرة من الآبار إلى محطات التجميع ثم إلى معمل المعالجة ثم إلى شبكة نقل الغاز لإيصال الغاز إلى المنشآت الصناعية ومحطات توليد الكهرباء ولكن نتيجة استمرار الإنتاج من الآبار تنخفض الضغوط الطبقية تدريجياً إلى أن تصبح غير كافية لضخها في شبكة نقل الغاز، عند ذلك يتم تركيب محطة ضواغط في الحقل الغازي مهمتها رفع ضغط الغاز ليتناسب مع ضغط شبكة نقل الغاز‏‏‏‏

انخفاض ضغوط الآبار في حيان نتيجة التخريب وفتحها في الهواء ست أشهر‏‏‏‏

وعن واقع معمل غاز حيان الذي تم تفجيره بالكامل من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة أوضح المهندس بسام طعمه مدير عام المؤسسة السورية للنفط أن حقول ومعمل غاز حيان مطلع عام 2017 تعرضت للتفجير الكامل من قبل المجموعات الإرهابية نتج عنها تدمير كلي لمعمل الغاز والمحطات واشتعال النيران في 10 آبار غازية وفور تحرير المنطقة وتأمين الحماية لها باشرت ورشنا الفنية بأعمال التأهيل وفق ثلاث مراحل: إسعافيه، متوسطة، طويلة.‏‏‏‏

بداية تم إطفاء كافة الآبار المشتعلة خلال فترة زمنية قياسية (170 يوماً) من قبل الكوادر الوطنية في وزارة النفط بالتعاون مع شركة يوروبوليس الروسية وقد أبدت كوادرنا آنذاك مثالاً يحتذى في التفاني بالعمل إلى جانب خبراتها المميزة، تم تنفيذ المرحلة الإسعافية بزمن قياسي ونسبة إنجاز 100% حيث كان الهدف منها إعادة الإنتاج من الحقول بأسرع وقت ممكن ومن ثم تم تنفيذ معظم أعمال المرحلة المتوسطة بتأهيل بعض وحدات المعمل التي من شأنها تحسين نوعية المنتج وفصل السوائل، مثل وحدة التجفيف ووحدة الفصل في المحطة الثانية، وهذه المرحلة لا ترتبط بتأهيل وحدة إنتاج الغاز المنزلي المدرجة في مرحلة التأهيل الطويلة والمرتبطة بتأهيل ضواغط التبريد والتنشيط وأبراج التقطير وذلك كونها تحتاج إلى تكاليف عالية وفترة زمنية طويلة، ولكن المعمل يُنتج اليوم 2.5 مليون متر مكعب/يوم وهي أقل من إنتاجه وانخفاض الإنتاجية إلى 2.5 مليون م3 كان نتيجة التخريب والاعتداء الإرهابي على الآبار التي بقيت مفتوحة بشكل حر على الجو حوالي 6 أشهر ما سبب استنزاف كميات كبيرة من المخزون وانخفاض الضغوط الطبقية وارتفاع في نسبة المياه الطبقية وبعد السيطرة على الآبار تم فتحها بفالة كاملة ريثما تتم عمليات الإصلاح اللازمة لتفادي تعرض مواسير التغليف السطحية لضغوط أعلى من ضغط التحمل التصميمي التي تؤدي إلى انهيارها واندفاع البئر مرة أخرى وتوجد خطط لحفر آبار إنتاجية جديدة لتعويض الانخفاض الطبيعي للإنتاج من خلال الشركة الروسية السورية المشتركة وقد تم المباشرة في هذه الخطط، وحالياً يتم حفر بئر (جزل 4).‏‏‏‏

وبالنسبة للغاز المنزلي فقد تم إجراء بعض التعديلات الفنية في معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى لإنتاج الغاز المنزلي من غاز حيان حيث يتم معالجة غاز حيان في معمل جنوب الوسطى وقد أدى ذلك إلى زيادة إنتاج الغاز المنزلي من 40 طناً باليوم إلى 70 طناً باليوم.‏‏‏‏

الصهاريج بديل مؤقت لنقل النفط الخام‏‏‏‏

وعن نقل النفط الخام بالصهاريج بدل خطوط نقل النفط الخام قال طعمه: قبل الأزمة كانت عملية نقل النفط الخام المنتج تتم من خلال منظومتين لنقل النفط وهما: منظومة نقل النفط الثقيل تمتد من حقول الرميلان حتى مصفاة حمص ثم مصفاة بانياس والمصب البحري بطول 690 كم واستطاعة حوالي 260 ألف برميل/يوم، منظومة نقل النفط الخفيف وتمتد من حقول الإنتاج في محافظة دير الزور حتى مصفاتي حمص وبانياس وبطول 495 كم وباستطاعة حوالي 600 ألف برميل/يوم هذه الخطوط تم تدميرها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة بتفجير محطات الضخ والاعتداء على أنابيب النقل الأمر الذي أدى إلى خروجهما عن الخدمة بالكامل وتقدر تكلفة إعادة تأهيلها بحوالي 300 مليون دولار.‏‏‏‏

في ضوء هذا الواقع وانطلاقاً من حرص الوزارة على إيصال كل برميل نفط يُمكن إنتاجه من الحقول المحررة إلى المصافي النفطية، تم الاعتماد مؤقتاً على النقل بواسطة الصهاريج ريثما يتم إصلاح خط النقل وقد بدأنا فور تحرير مواقع مرور خط نقل النفط الثقيل في محافظتي حمص والرقة، إذ تمت المباشرة بتأهيل هذا الجزء من الخط إسعافياً باستطاعة 10 آلاف برميل باليوم وذلك للجزء الممتد من محطة العكيرشي (محافظة الرقة) إلى محطة دخل حمص بطول 225 كم، وتم الانتهاء من تنفيذ كافة الأعمال خلال ثمانية أشهر فقط، وشملت العملية استبدال مقاطع من الخط بطول 1700 متر طولي، صيانة 1395 موقعاً (اعتداءات - تغليف - تآكل)، تركيب ثلاثة صمامات ووصل أقطاب الحماية الذاتية (100 قطب)، تركيب مجموعتي ضخ وتوليد في محطة أثريا وحالياً تقوم شركة STG الروسية بإعادة تأهيل محطتي الصفيح والتوينان المدمرتين بشكل كامل من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، ومن المخطط أن تكون جاهزة للعمل بتاريخ 24/7/2019 ليتم من خلالها البدء بضخ النفط المنتج من الحقول في المنطقة إلى مصفاة حمص والاستغناء عن نقلها بالصهاريج، بما يتناسب مع استطاعة الخط المرتبطة بالحالة الفنية لبنية الخط.‏‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية