|
حديث الناس الطفل كان قد سمع من بعض أقرانه ما تناقلته بعض الروايات عن الدراسات والمخططات التي تعتزم محافظة دمشق إجراءها بهدف تأهيل بعض مناطق المخالفات والسكن العشوائي، ولعله فهم من أحاديث الكبار أن الهدم سيطول المنطقة التي يسكن بها مع أهله وانتقلت إليه المخاوف والهواجس التي راودت الكبار وشغلتهم.. مثل هذه المخاوف التي انتقلت إلى الصغير والكبير معاً، ودفعت باتجاه خلق حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار والقلق من القادم المجهول الملامح والمعالم، ولدتها تصريحات نقلت نصف الحقيقة وأبقت النصف الآخر لتقديرات جمهور المتلقين، الأمر الذي أنتج طيفاً واسعاً من الاجتهادات والتحليلات والقراءات، وبعض الشائعات.. قبل أن يتم إعادة توضيح القصد من وراء تلك التصريحات.. ما نود الإشارة إليه هنا هو ضرورة أن تراعي مختلف التصريحات الرسمية الدقة والوضوح قبل أن يتم الإعلان من خلالها عن أي عزم أو خطط أو برامج عمل تعتزم هذه الجهة أو تلك القيام بها أو إنجازها، وقبل ذلك أن يكون هناك قرار مدروس بعناية يحترم المواطن ويكون متخذ بناء على معطيات الواقع وعلى رؤية استراتيجية بشأن ما سيتم إنجازه على مستوى المؤسسة المعنية وبما ينسجم مع مصالح المواطنين، ويحقق الأهداف التنموية العامة، وليس ما يرتئيه البعض من حين لآخر. وهنا لا نقول بأنه يجب ربط الأقوال بالأفعال فحسب، بل ندعو إلى ضرورة أن نشهد أفعالاً تنسجم مع احتياجات المواطنين الأساسية في العيش الكريم، بحيث تسبق الأفعال كل الأقوال وتتخطاها، وبما يولد شعوراً لدى المواطنين بأن أصحاب القرار قريبون منهم ويعملون من أجلهم في توفير متطلبات الحياة الكريمة في الصحة والتعليم والسكن والخدمات ومختلف المجالات.. فإن كان هذا الطفل قد قرأ اليوم مخاوف الكبار المتولدة من تصريح لجهة عامة، فهل سيكون قادراً غداً على أن يثق بالكثير مما تتحدث عنه الجهات العامة..؟؟ |
|