|
رؤيـــــــة وظاهرة تزايد اعداد الداخلين في حياتنا الفنية من باب الرسم الواقعي حصراً، تطرح المزيد من التساؤلات عن جدوى رسم ماهو متوفر في الصورة الضوئية، اعتماداً على الجهاز الراشق أو على وسائل أخرى معروفة كالرسم بطريقة المربعات وغيرها. هكذا نكتشف وبسهولة، أنه بات لدينا أعداد كبيرة جداً من العاملين في مجال الرسم الواقعي، وهؤلاء في غالبيتهم، وباعتراف بعضهم، يعتمدون على الصور الفوتوغرافية، وبطرق النسخ المختلفة، دون القدرة على إيجاد أي تحوير أو تحريف أو اختزال أو إضافة تمنح أعمالهم قيمة فنية إبداعية. والرسم الواقعي في ضوء ذلك قد يدخل صاحبه في أحيان كثيرة بدائرة الشك والالتباس, رغم أن المتابع المختص، يعرف من يجيد رسم الموديل أو العنصر الإنساني والحيواني والمشهد الطبيعي، بدون الاعتماد على الصور, وخاصة حين يتمكن الفنان الواقعي من إضفاء الناحية الأسلوبية على عمله الفني، مؤكداً امتلاكه لحيوية الخط واللون وعدم حاجته لصورة ضوئية، في خطوات إنجاز أعماله الفنية, ولدينا فنانون واقعيون على مستوى فني رفيع، أثبتوا امتلاكهم لحيوية الخط واللون، وبعض هؤلاء مارسوا الرسم الموجه للأطفال أو الموتيف الصحفي وما شابه ذلك. وهنا يجب التمييز بين فنان خط وفنان لون، وفنان خط ولون معاً، فبعض الفنانين يتميزون بسحر خطوطهم، وقد تكون ألوانهم متقشفة وغير ناضجة من النواحي التقنية، ويبرز في لوحات البعض الآخر الأداء المتكامل في الخط واللون معاً. وهكذا نجد أن أهمية الفنان الواقعي تكمن في مدى قدرته على تحقيق بصمة اسلوبية خاصة به، بعيدة عن النمط التسجيلي، وهذا التخطي يؤكد قدرة الفنان الواقعي على الابتكار والإبداع والإدهاش، والرسم الواقعي بهذا المعنى يتجدد بالقدرة على تجاوز معطيات الصورة والأنماط المألوفة والمستهلكة والمطروحة. facebook.com adib.makhzoum |
|