|
نافذة على حدث استعادة الهدنة الهشة على جبهات عديدة مشتعلة، فإن الأمور تبدو مرشحة لمزيد من التصعيد العسكري في الفترة القادمة من قبل فصائل ما يسمى المعارضة المسلحة، بعد أن تلقت أوامرها من شركاء العدوان السعودي التركي الصهيوني، بالعمل على خلق ظروف ميدانية جديدة تمكنهم من فرض شروطهم التعجيزية على طاولة المفاوضات. النصيب الأكبر من التصعيد الإرهابي الجبان تلقته مدينة حلب في الأيام الماضية، حيث دفع أبناء هذه المدينة الباسلة الفاتورة الأكبر من دماء أطفالهم ونسائهم وشيوخهم ومن بيوتهم وممتلكاتهم وأرزاقهم ، ولكن دون أن تتزعزع ثقتهم وإيمانهم بدولتهم وجيشهم اللذين طالبوهما بالحسم العسكري السريع مع شراذم الارهاب التكفيري الحاقدة، مبرهنين بذلك عن صمودهم في مدينتهم ووقوفهم إلى جانب حماة الديار. من الواضح أن شركاء التآمر والعدوان والإرهاب لم ييئسوا بعد من إمكانية تنفيذ أجندتهم الإجرامية المدمرة في سورية، وإن كان الجزء الداعشي منها قد تلقى ضربات موجعة في الأشهر الأخيرة على يد التحالف السوري الروسي جعلته يترنح ودفعت بأوباما للقول بابتهاج مصطنع: إن أيام التنظيم باتت معدودة بعد أن توقع له عمراً مديداً، وليس هناك عاقل يمكن أن يتهم واشنطن أو حلفاءها بتحقيق الانجازات ضد داعش..؟! حلب اليوم تبدو جبهة مثالية وحاسمة لتحطيم وإسقاط الجزء الآخر من المشروع التكفيري الذي يتبناه صهاينة المنطقة في أنقرة والرياض وتل أبيب، لأنها خزان التاريخ الطافح بالمقاومة والذاكرة الموجعة لكل الغزاة والطامعين، من روم وسلاجقة ومغول وعثمانيين وغيرهم، ولن يستطيع طاغية حاقد أو بدوي أبله أو صهيوني متغطرس، أن يغير من سنن التاريخ وإن نفخ طويلا في عظام التكفير والإرهاب البالية، لأن أهل حلب الشرفاء ومعهم جيشهم البطل وحلفاؤه، صامدون وقادرون على الانتصار..!! |
|