تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمسية شعرية.. إذا ضاق الهـواء فـوق أرض.. ففـي ســورية يبقى الهواء

ثقافة
الثلاثاء3-5-2016
ابتسام ضاهر

ترابك ياوطني يكفي رداء..

وإن ضاق التراب لنا السماء.. اذا ضاق الهواء فوق أرض‏

ففي سورية يبقى الهواء..‏

‏‏

بهذه الكلمات الجميلة ابتدأ المهرجان الشعري الكبير الذي أقامته جامعة تشرين التي احتضنت بدفء المحبة طلاب سورية من النهرالى البحر، ففي دوحة نيسان احتفت كلية الآداب والعلوم الانسانية قسم اللغة العربية بالتعاون مع مديرية الأنشطة الطلابية والمعسكرات بالذكرى السبعين لجلاء المستعمر عن أرضنا الحبيبة سورية وباليوم العالمي للغة العربية وقدم المشاركون قصائد مجدت حب الوطن وتغنت بدمشق عروس الارض وجنة الدنيا وتحدثت عن بطولات شهدائنا وتضحياتهم فداء للارض من اجل تحرير الشآم من العدى.‏

وألقى الشاعر توفيق احمد قصيدة بعنوان على ذراها أصلي مهداة الى اللاذقية نقتطف منها:‏

‏‏

للاذقية سربي انني عجل‏

من رام امرا ثمينا رامه عجلا‏

هذي الغصون بقايا من ثياب أبي‏

من كل حبة قمح عانقت رجلا‏

ثم تلاها بمجموعة قصائد بعنوان مرآة الخيبة، اسئلة، احبك، المسافر.‏

بعد ذلك ألقى الشاعر صقر عليشي قصائد رسمها بعفوية وبأسلوب رشيق لامس، فيه شغاف القلوب بلغته السلسة التي يفهمها الذواقون للشعر بمختلف مستوياتهم الثقافية فقدم قصيدة من ديوانه الجديد، معنى على التل:‏

معنى على التل لم يبعد لأتركه‏

ولم يدعني الى ظل له اصل‏

قالوا: وكيف وصفت الحال بينكما؟‏

فقلت:‏

منفصل عني: ومتصل‏

وقد مشيت اليه‏

ماعرفت ونى‏

ثم امتع الحضور بمختارات متنوعة من قصائد وجدانية وحنين وقدم قصيدة بعنوان سورية تناول فيها الازمة التي مرت على بلدنا الغالي ومجد حب الوطن والتضحية في سبيله.‏

ثم قدم الشاعر منيف حميدوش قصيدة بعنوان عيد الجلاء تناول فيها قصص الجلاء، وبطولات اجدادنا القدماء في التحرير الأول واستمرارية هذا التحرير من قبل جنود الله في الميدان لطرد، العصابات الارهابية من سورية الوطن والانسان ونقتطف منها:‏

غنيت باسمك هذا اليوم نيسان‏

ونلت قدسك احلاما وريحانا‏

سطرت باللهب القدسي ملحمة‏

غنت لمجدك يادار صبايانا‏

كما خص الشهيد بقصيدة بعنوان يباع الورد في وطني شهيدا تناول فيها الشهيد وقصة الورد الذي لم نره إلا على اضرحة الشهداء وأصبح بعيدا عن الحدائق وشرفات المنازل وأعين العشاق يقول فيها:‏

يباع الورد في وطني شهيدا‏

وقد أغرته هاتيك السنابل‏

أغرته شقائق النعمان‏

وتربة الشهداء‏

وأغرته تغاريد البلابل‏

كما قدم قصيدتين وجدانيتين الأولى بعنوان: مللت الرحيل، والثانية ذات الوشاح، وهي مقطوعة وجدانية عاطفية تصور تلك الفتاة السورية الجميلة التي لها ملامح ربانية لكنها تعاني من ألم بسورية:‏

خذوا بدمي ذات الوشاح‏

إني رأيت في لواحظها دمي‏

سورية الألحاظ شامية الهوى‏

حلبية الاحلام حمصية الفم‏

والقى الشاعر الدكتور وفيق سليطين قصيدة بعنوان (مكاشفات الفصل الأخير) وتلاها بأخرى (زمن لآدم يستقيل) رسم فيها رؤية للعالم ولتحولات الذات في العالم نقتطف منها:‏

ياشيخ آدم قل لنا‏

من يحمل الايام نحو صباحها‏

من يعجن اللغة التي تأتي‏

بشهوة خالق‏

ويغض اغشية الظلام‏

ويزف ان الارض، تخرج عن طبائعها‏

وان الصمت يهدمه الكلام‏

وقدم الدكتور الشاعر صفوان سلوم قصيدة بعنوان داعش قدم فيها فكرة عن هذه المجموعة، كيف نشأت، ماعلاقتها بتفاصيل الموروث الذي قرأ قراءة سلبية وسخر لخدمة افكار مسرطنة ادت بنا الى الجحيم الفكري الذي نعيشه نقتطف منها:‏

هلم أخي نبايعه خليفتنا‏

فنزرع صرخة الإسلام مئذنة تفيض ردى‏

على أوكار من طعنوا خلافتنا‏

ثم تلا قصيدة غزلية اهواك مقتولا وانت القاتل ومجموعة قصائد (مقطوعات على ضفاف الحب.جمالك ترياق، نخب الياسمين).‏

ثم تغنت الشاعرة فاديا سليمان بقصيدتها وطني بسورية موطن المحبة والسلام وبالوقفة الأبية للجيش العربي السوري ومجدت دماء، الشهداء وتضحياتهم نختار منها:‏

وطني ويسحبني الزمان لموعد‏

كنت المنارة فيه والعنوانا‏

قتل الطفولة والبراءة والندى‏

فغدت عيون الأمهات حزانى‏

وخصت الشهيد، بقصيدة بعنوان (لك المجد):‏

أشهيد مابقيت لفقدك روضة‏

الا اشتهتك بأن تحل نزيلا‏

لكنها الفردوس قد ظفرت بكم‏

فاخضر سندسها وصار جميلا‏

أم انه شرف الشهادة هكذا‏

يغدو الشهيد الى الإله خليلا‏

ثم ألقت مجموعة قصائد وجدانية بعنوان قصة حب وأخرى عن الأم وقصيدة لتمجيد اعياد نسيان بعنوان (سنظل يانيسان جندك).‏

وعن اهمية الكلمة والندوات الشعرية في هذه الظروف التاريخية والوطنية باعتبار ان الشعر أمضى سلاح في وجه الحروب والحقد والكراهية وله وقع أشد من وقع الرصاص قال الدكتور وفيق سليطين على هامش الندوة الشعر مهم دائما بمعزل عن ظرف او آخر.‏

من شأن الفن عموما ان يوسع أفق الجمال وان يندي جفاف الكون من حولنا والشعر كان مهما وسيبقى مهما، وأضاف الدكتور صفوان المشكلة ان المعاناة الحقيقية بدأت في حربنا المجنونة هذه من الكلمة، الكلمة التي شرقت وغربت معانيها وحملت مالا تحتمله فسخرها رجال دين كما شاءت مصالحهم ومصالح من دعموهم وأغدقوا عليهم النعم فعلينا ان نعيد للكلمة معناها ولانجعل الآخر يستغل قبولنا هذه الكلمة من دون وعي.‏

وأكد الشاعر توفيق احمد على ان الشعر خارطة الجمال مبينا ان المشكلة النقدية ليست مع الاشكال الشعرية العمود والتفعيلة والنثر، بينما علينا ان نبحث، اين هو الشعر واين هو الابداع في كل هذه الاشكال ولم تعد الكثير من مفردات اللغة القديمة تناسب اللغة الشعرية لهذه الايام فلكل عصر وزمان لغته واساليبه التي تتكيف مع الحياة وتطورها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية