|
خَطٌ على الورق الأمر الأول - أن دور النشر لا تتساوى في مواقفها و أدائها.. انما تلتقي غالباً عند فكرة أنها مشروع تجاري أولاً يستثمر في الكتاب يستلم من الكاتب و يسوق للقارئ. الأمر الثاني – أنه إذا كان الكتاب في أزمة فإن الناشر و دور النشر في أزمة ولا ريب.. المشكلة أن الناشر بما لديه من امكانات تفوق – غالباً – امكانات الكاتب و القارئ أيضاً.. يوظف كامل امكاناته لإنقاذ مشروعه التجاري و هذه من طبيعة الامور متنازلاً عن انقاذ دوره كناشر للثقافة. الأمر الثالث – أزمة الكتاب العربي الراهنة و قبل الراهنة ليست جديدة أبداً. و ليس من العدالة أن نحمل مسؤوليتها لسبب واحد... و لا حتى إن كان السبب هو النشر الإلكتروني، و أنا هنا أتحدث عن الكتاب الورقي غالباً. كل من يتابع انتشار الثقافة العربية و حركة التثقيف عن طريق الكتاب الورقي أو غير الورقي يعلم جيداً أن ثمة علاقة متأزمة منذ زمن طويل نسبياً بين القارئ العربي و الكتاب حتى أصبح توزيع الكتاب في الوطن العربي مقارنة مع غير دول و شعوب يدعو للأسى و الضحك من شدة البلية. مشكلة الكتاب العربي ليست فقط في اضمحلال كمية الكتب التي توزع أو تنشر أو سوق الكتاب بل هي أيضاً في نوع الكتاب المسوق. إذ ما زال يسيطر على سوق بيع الكتاب كتب الأدعية والادعاءات الدينية من كل اتجاه. و تغيب عنه إلى حد كبير كتب الابداع الحقيقي شعراً و نثراً و ما شابهه. نحن شعب نريد أن نقرأ ما قاله و رواه الأسلاف و نرفض أن نروي أو نقرأ ما يقوله العقل. هذا من شدة الثقة بالنفس والشعب!!!!!.. هل رأيتم في دياجين التخلف ما هو أكثر تخلفاً من ذلك ؟!. في هذا المجال نرى أن الناشرين و دور النشر اتبعوا الرزق المادي، ولا أحد يستطيع أن يلومهم... لكنهم – برأيي – تمادوا في ذلك، حتى أصبحوا تجاراً يمارسون أسوأ أنواع التجارة والغش.. أعود للتذكير أن ثمة من يشذ عن هذه القاعدة و يتعمد النشر الصحيح للكتاب الصحيح، من بينها دور النشر التابعة لهيئات رسمية و ثقافية كالهيئة العامة للكتاب مثلاً.. بغض النظر عن سوية الأداء الراهنة.. أكثر من ذلك قدم عمل الناشرين و الموزعين الذين يواجهون ولا ريب أزمة خانقة بالفعل.. للدارس و المتابع و المتتبع معلومات خاطئة كلياً عن حقيقة توزيع الكتاب كي يتحول الكاتب إلى أجير شبه مجاني عند الناشر. من القواعد المسلم بها هذه الأيام.. أنه ليس للكتاب مردود يستفيد من الكاتب إلا إن عرف كيف يسطح كتابه و أفكاره كي تصح لإنتاج درامي أو سينمائي يسهل تسويقه و يجد ممولاً. قبل أن أختم و سيكون لي أكثر من عودة إلى هذا الموضوع... أذكر أنني لا أتجاهل أن الناشرين أيضاً ولاسيما الجادين منهم في أزمة.. |
|