تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. وقد عادت «فصاحة» الجبير.. فما وراء ثلاثي جنيف؟

صفحة أولى
الثلاثاء 3-5-2016
كتب ديب علي حسن

غرد الجبير مبتهجا واستعاد بلاغته البلهاء بعد ان امطرت عصاباته وعملاؤه حلب والمدن السورية بقذائف الموت والدمار، وصار لفصاحته منبر مع سيل من دماء الاطفال الابرياء وتدمير المدارس والمشافي والبنى التحتية في حلب،

وفي كل منطقة وصلت اليها قذائفهم الغادرة، وعلى وقع الضخ الاعلامي الضال والمضلل ازدادت النغمة النشاز، وبدا كأنه محرك العالم في كل ما يجري وما يمكن ان يقع في قادمات الايام، ناسيا انه لولا هذا الركام من الموت والدمار واللحظات المجنونة الفالتة من كل عقال وعقاب ممن يسمى المجتمع الدولي لولا ذاك، لما كان لصياحه ان يصل ولو الى مزبلة اخرى يصيح عليها جاره القطري.‏

أو ان يناغمه وينعق معه بوم آخر يقبع في زاوية معتمة ينتظر دورا يناط به ولو كان مجرد حفر على مزبلة تراكم عفنها، لايهم، فالامر القادم من السادة المشغلين واجب التنفيذ بلا تردد اطلاقا، في جنيف تستعاد بلاغة البعض، وهي مناسبة لاطلاق ما في نفوسهم من ضغائن واحقاد على شعب حضاري يقاوم بالعين وبالدم رسائل موتهم، وهم الغمام الاسود الماحق لكل شيء اذا ما استطاع الى ذلك سبيلا .‏

من جنيف كيري المتلون كما الحرباء، ومعه اتباع وزع عليهم الادوار، وثمة ما وراء الاكمة من خبايا واحابيل، وليس عبثا ان يصرح كيري ان «الحرب في سورية كما اسماها» قد افلتت من السيطرة في بعض جوانبها، هل كان يعني ان فصائل ارهابهم كسرت قيدها وحبالها المربوطة بها، وتمردت؟‏

ام انه يخبئ وراء ذلك شيئا مريبا وقد اعطى الضوء الاخضر لعصاباته الارهابية ان تقوم به، لاسيما ان ذلك يتزامن مع اعلان الكيان الصهيوني عن غرفة عملياته في الجولان، والحديث عن قيام داعش بتجارب على السلاح الكيماوي على مرأى ونظر جنود الاحتلال واعلانهم ان ذلك لايشكل ذلك خطرا عليهم؟‏

نعرف انهم لايشكلون الخطر على الكيان الصهيوني، بل انهم الادوات الاكثر اخلاصا لها، ولكن ماذا عن الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي المتباكي علينا، ووسائل دماره وموته تحصدنا وتفتك بنا، وماذا عن التقارير التي اعدتها مراكز دراسات ومعاهد غربية واشارت بالوثائق والادلة الى ما تقوم به العصابات الارهابية في حلب، هل هي فقط للذكرى، ولماذا هذا الضخ الاعلامي الهائل والمكشوف، تصعيد خطر نعرف انه يحمل وراءه الكثير من الاحداث والوقائع، ولكن من قصد البحر استقل السواقيا، فقد عركتنا الوقائع وخبرناها، ولنا في مواجهتها السبل العديدة مهما كان الثمن غاليا، فبلاغتنا هي الحياة والامل، لا على اشلاء الاطفال ومن منابر القتل والدمار .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية