تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في العيد الوطني لسلطنة عُمان ... شواهد حضارية.. عطاء مزدهر وعلاقات أخوة متميزة مع سورية

شؤون عربية ودولية
الاحد 20/11/2005م
علي سواحة

شكلت سلطنة عُمان على امتداد التاريخ مركزا حضاريا تفاعل منذ القدم مع مراكز الحضارة في العالم القديم

وكانت بحق واحدة من المراكز الحيوية على طريق الحرير بين الشرق والغرب ومركزا تجاريا وبحريا في المحيط الهندي حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ولعل من اول اهداف مسيرة النهضة العمانية الحديثة التي تولاها السلطان قابوس بن سعيد هو الانطلاقة بهذا البلد العربي والحفاظ على ذاك الامتداد التاريخي لعمان حاضرا ومستقبلا وعلى امتداد 35 عاما حققت مسيرة عمان الحديثة نقلة فريدة لبناء حاضر مزدهر يربط الماضي العريق بالمستقبل المشرق وذلك كله بفضل قيادة حكيمة وشعب صنع حضارته بيده ليجعل العطاء الحضاري له هدفا ساميا متجددا.‏

واذ تحتفل سلطنة عمان بعيدها الوطني الخامس والثلاثين بهذه المناسبة فلكي تؤكد استمرار الالتزام ببناء نهضتها وتحقيق ازدهارها وتفاعلها في محيطها العربي والدولي كما اشار الى ذلك سعادة الدكتور محمد بن سالم الشنفري سفير السلطنة في سورية الذي اكد ايضا عمق الروابط الاخوية التي ترتبط بها السلطنة مع سورية الشقيقة وهي علاقات متميزة في نموها وغناها واعدة بالمزيد من التعاون البناء لما فيه خير البلدين الشقيقين ومصلحة الامة جميعها انطلاقا من الحرص المشترك للبلدين الشقيقين وقيادتيهما المتمثلتين في جلالة السلطان قابوس وفخامة الرئيس بشار الأسد للارتقاء بهذه العلاقات قدما نحو الامام وتوسيع مجالاتها خدمة للشعبين الشقيقين وتعزيزا لمسيرة البناء العربي الواعد من اجل بناء الغد الافضل والمستقبل المشرق لاجيال امتنا العربية.‏

لقد حققت سلطنة عمان عبر مسيرة بنائها الداخلي نهوضا كبيرا وقفزات حيوية على مختلف الصعد التنموية وهذا الامر لم يقف عند قطاع معين بل امتد من خلال حركة نشطة لمختلف القطاعات الاخرى من تعليم وصحة وخدمات واقتصاد وصناعة لتشكل معا لوحة متكاملة في بناء التنمية لبلد حكمته ظروف قاسية نتيجة عهود التخلف والتجهيل فكان انتقاله من هذه الحقبة الى عصر النهضة العمانية اقرب الى صنع الخيال لما تشاهده اليوم على امتداد ربوع السلطنة من انجازات حضارية ومآثر عمرانية تجعلك تنبهر من عوالم النجاح التي حققته السلطنة عبر فترة زمنية قياسية قلما تشاهدها عند الامم والدول الاخرى.‏

ان ما حققته سلطنة عمان خلال 35 عاما كان مثاراً للدهشة والوقوف عنده بكل اعجاب بقدرة الشعب العماني الشقيق على التغلب على الصعاب وشق طريق تقدمه بكل عزيمة وتصميم وهو ان دل على شيء فيدل على صدق التوجه لبلد ادار النهوض من نقطة الصفر الى مراتب العلو والفخار ومن يتنقل في ربوع السلطنة على امتداد اراضيها وشواطئها التي تزيد عن 1600 كم يعرف الشوط الكبير الذي تحقق لها من أمن و تطور شامل في شتى ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية بقدر ما يقف على مدى التزام شعب عمان المتقدم بمسيرة نهضته المعاصرة في ظل قيادته التي آلت على نفسها ان تكون مع شعبها وفيه مخلصة لتطلعاته.‏

واذا ما عرج المرء على علاقات السلطنة في محيطها سواء داخل مجلس التعاون الخليجي او في اطار الاسرة العربية الواحدة او على مستوى علاقاتها مع العالم الخارجي يدرك ان هذه العلاقات تقوم على الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير والالتزام بالقضايا العربية والهموم القومية المشتركة مما جعلها محط احترام العالم وتقديره على ماتنتهجه من حكمة ونفاذ في الرأي وارادة ثابتة في تعزيز مسيرة علاقاتها العربية والدولية ولهذا نرى ان العلاقات السورية - العمانية رغم حداثة عهدها سجلت نموا ملحوظا من خلال الحرض المشترك لقيادتي البلدين وايمانا منهما بأن الطموحات المشتركة لن تقف عندما سجلته هذه العلاقات بل هي ابعد من ذلك بكثير ادراكا منها بان مسيرة العمل الثنائي هي بالمحصلة جزء هام وخلاق لتفعيل مسيرة العمل العربي التكاملي التي تحتم الظروف الصعبة والمصيرية التي تمر بها امتنا العربية اليوم , النهوض بهاوتوسيع قاعدتها وبالتالي تنقيتها من كل الشوائب تحصينا للأمة العربية في مواجهة كل التحديات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية