|
الصفحة الاخيرة-نوافذ قلتُ : أفديكِ من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ وأحميكِ قالتْ : وسمّيْتَها في الشعر , قلت لها:سمَّيتُ غيرك لكن كنتُ أعنيكِ. (هذه الأبيات للشاعر العباسي عبد الله ابن المعتز (859 م 271ه/ 908م 320ه) بعد انهزام فرنسا التي كانت تساندها قوات غربية في (ديان بيان فو) أمام الجيش الفييتنامي بقيادة الجنرال (جياب) في شهر تموز (يوليو) 1954والتي دامت (52) يوماً رضخت بعد أشهر قليلة إلى قبول اتفاقية جنيف , وإجراء انتخابات في فييتنام . لكن الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور (1953- 1961) وصلت إليه تقارير أن 80% من الفييتناميين سيصوتون (لهوشي منه) فادعى أن بعض الصيادين الفييتناميين أطلقوا النار على سفن حربية أمريكية في خليج نانكين ودخل الحرب . وبعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أمريكا طرحتْ فكرة (فتنمة الحرب) فمدوا الديكتاتور (دييم) في سايغون بأحدث الأسلحة وفي عهد الرئيس (رونالد ريغان) الذي أعلن عن تحالف استراتيجي مع إسرائيل في تشرين الأول (أوكتوبر) 1981وغزا لبنان وغرينادا في العام 1983ونشر صواريخ (كروز وبيرشنغ) في أوروبا ومنذ أواسط الثمانينات بدأت فكرة (فتنمة الإعلام) في العالم وبخاصة في الوطن العربي , وتعززت هذه الفكرة عندما عجزت الCNN بالوصول إلى الشارع العربي إبان حرب الخليج . ولست أدري لماذا تذكرني كلمات ابن المعتز (سميتُ غيرك لكن كنت أعنيكِ) بهذه الأقنية الفضائية العربية المنتشرة هنا وهناك , والتي تؤدي دورها بدراية وإتقان في التسلط على المواطن العربي /بشكل مباشر أو غير مباشر/ تسلبه من واقعه وتستثمره عاطفياً وفكرياً وبخاصة الشباب لصالح التوجهات الأمريكية . ورغم كل السلبيات التي ينطوي عليها هذا الإعلام وكل التوجهات المغرضة المباشرة وغير المباشرة (وكلنا نعرفها) فقد ساهم - من حيث لايشعر- بالتقريب بين الشعوب العربية , وتعزيز الوحدة : أعني الوحدة الوجدانية ; الوحدة الحقيقية , وغدت الحواجز الحدودية على الأرض خطوطاً واهية . عزز ذلك الاتهامات (بالإرهاب) التي توجهها أمريكا ودول الغرب للعرب , والتي جعلتهم يفكرون بالسياحة العربية العربية بدلاً من السياحة إلى بلاد يحتقرهم أهلها . يقول الشاعر : إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ماتستطيع فمن العبث أن نحاول التصدي للإعلام الأمريكي ومجابهته دولياً لأننا لانملك القدرات المالية والتقنية الكافية , ولاحتى تلك الخبرة الأمريكية في السيطرة على الإعلام وتوجيهه بدقة مع المزاعم بصدقه وحياديته , فلنكتفِ بجالياتنا العربية في العالم (فهم سفراؤنا على أية حال) ودعونا من التُّرّهات وتعالوا نحصّن أنفسنا على الأقل (قطرياً وعربياً) حتى لايصيبنا ماأصاب جحا . قالوا له (الفسادفي بلدتك) قال : (عليّ بحارتي) قالوا : (بحارتك) قال : (عليّ ببيتي) قالوا : ببيتك قال: (فخذي الأيمن ليس من فخذي الأيسر). إن الاستراتيجية الأمريكية بعيدة المدى , إنها تخطط لكل شيء فلا يرضيها أن يُحاصر العرب ضمن أقطار الوطن العربي , لأن ماتكلمنا عنه من سياحة وتنقلات يزيد في التماسك العربي , ويعزز الوعي بحقيقة مايجري في العالم وما يُحاك من مؤامرت على العرب فقد عززت(الفتنمة العسكرية والسياسية) جنباً إلى جنب مع (الفتنمة الإعلامية) - إنْ بين فئة اجتماعية وفئة أخرى كما يحصل في العراق , وفي لبنان , وفي الجزائر التي تطورت العداوة فيها إلى الذبح بالسكاكين . - أو بين قطر عربي وآخر مجاور كما هي الحال في غزو الكويت الذي نفّذه صدام أو كما يحصل بين سورية وبعض الفئات اللبنانية . أوكما حصل أخيراً في الأردن . أو كما يزعم بعض العملاء من الساسة العراقيين الذين سلطتهم أمريكا لتوجيه اتهامات مزيفة إلى سورية |
|