تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معاناة العاملين في أسواق دمشق

رقابة
الاحد 20/11/2005م
سماح الشاهين

وصلتنا شكوى مطولة من العاملين في أسواق دمشق التجارية والتي يشكون فيها طول مدة الدوام وجاء في الشكوى التي حملت أكثر من / 400 توقيع / .

الشكوى:‏

نحن أصحاب المحال التجارية والعاملين في الأسواق التالية / شارع الحمراء - الصالحية - الشعلان - الشارع المستقيم - سوق الحميدية - سوق باب توما - الجسر الأبيض /‏

نتوجه للصحافة المنبر الحر المدافع دائماً عن حقوق المواطنين توجهنا إلى صحيفتكم الغراء لإيصال شكوانا إلى الجهات المعنية , ليصار إلى إيجاد الحل لها , ومشكلتنا تتلخص في الآتي بتاريخ 10/ 4/ 2005م صدر قرار عن السيد محافظ دمشق يقضي بتمديد ساعات العمل إلى / 11/ ليلاً بدلاً من الساعة / 9/ ليلاً والذي لم يأخذ بالحسبان وضع العاملين الذين يبدأ عملهم من الساعة /9,30/ صباحاً حتى الساعة التاسعة مساءً فكيف اذا استمر الدوام حتى / 11/ ليلاً / هذا ماعدا الفترة الزمنية التي يحتاجها العامل للعودة إلى منزله , لقد جاء هذا القرار ليزيد من معاناة العاملين قسوة وظلماً , المعاناة موجودة في الدوام الطويل الذي يستمر / 12/ ساعة عمل فما هو الحال اذا استمر ساعتين إضافيتين ليصبح حتى الحادية عشرة ليلاً .‏

وهذا الوضع الصعب جداً استمر خلال الأشهر الطويلة الماضية والآن جاء الشتاء واليوم تشهد مشكلته أكثر حدة اذ جاء قرار بأن الدوام الشتوي يجب أن يستمر حتى الساعة التاسعة ليلاً بدلاً من الثامنة ليلاً .‏

وهنا تكمن المشكلة , في الصيف كانت الأعذار هي السياحة والوافدون وحركة السوق هي التي تتطلب أن تفتح الأسواق التجارية الرئيسية ساعة متأخرة من الليل ,. أما الآن فما هي الغاية ?‏

المعاناة نعيشها نحن حيث لانتمكن من مشاهدة أبنائنا ومتابعة دراستهم والاهتمام ولوقليلاً بهم , لأن الدوام حتى العاشرة ليلاً يعني أن العودة إلى المنزل ستكون حوالي الحادية عشرة ليلاً عندها سيكون الأبناء قد دخلوا للنوم , وفي النهار لانستطيع أن نتواجد لأن الدوام يبدأ من التاسعة والنصف ويستمر حتى العاشرة ليلاً وهناك معاناة أخرى لزملاء في العمل وهم طلاب الجامعات والذين يعملون ليحصلوا على تكاليف الدراسة الجامعية‏

/ من كتب ولباس وما يحتاجون إليه / وبهذا الدوام يفقدون وقتاً مهماً مهما كان يجب أن يخصص للدراسة فيكون ذلك على حساب دراستهم وراحتهم الذين تخلوا عن جزء منها لتأمين لقمة العيش وتكاليف الدراسة .‏

وجاء في الشكوى أيضاً إن أغلب العاملين في الأسواق التجارية المذكورة في الشكوى غير مسجلين في التأمينات الاجتماعية , وتلك مشكلة خطرة ففي أي وقت يستطيع أصحاب المحلات التجارية / صرف العاملين من العمل / فنجد أنفسنا بلا عمل ولا أي تعويض . وهذا الوضع يجعلنا في حالة خوف دائم علي أنفسنا وأسرنا , ويدفع لتوخي الحذر أو القيام بأي تصرف سوى تنفيذ الأوامر المفروضة علينا .‏

نناشدكم ونناشد المعنيين الإنصاف والرجوع عن القرار الجائر الذي لم يأخذ بالحسبان ظروف وأحوال الموظفين ومعظم هؤلاء يقضون فترة طويلة جداً دون أن يتسنى لهم أخذ فترة الغداء اليومية كون منازلهم بعيدة عن أماكن عملهم كما أنهم أصبحوا معزولين عن الحياة الاجتماعية وعلاقاتها وخصوصاً مايتعلق بأسرهم , هذا بالإضافة إلى حقهم الضائع في التأمينات كون الغالبية العظمى منهم غير مسجلة في التأمينات الاجتماعية .‏

نرجو من الجهات المعنية النظر في هذا القرار الجائر نظراً لأن / 12 ساعة / من العمل كثيرة وقاسية وقسوتها تكبر عندما تمتد إلى أطول من ذلك بحيث يصبح العمل إلى العاشرة والوصول إلى المنزل في الحادية عشرة تقريباً أي منتصف الليل , والإنسان مخلوق نهاري وليس خفاشاً ليلياً وكما قال تعالى : ( وجعلنا الليل لباساً والنهار معاشاً ) .‏

وللوقوف علي الحقيقة كاملة وفي جميع الأسواق كان لا بد من الجولة الميدانية .‏

الجولة الميدانية‏

من خلال الجولة الميدانية التي شملت معظم أسواق دمشق التجارية أجرينا عدة لقاءات مع العاملين في تلك الأسواق وكان لنا اللقاءات التالية .‏

الموظف عادل بيرقدار وهو طالب جامعي الذي قال أنا أعمل في محل تجاري لتأمين لقمة العيش ومتطلبات الدراسة لكن الدوام قاس جداً فكيف اذ استمر للعاشرة ليلاً دون انقطاع . هذا جزء من المشكلة والجزء الثاني ليس لدي أي ضمانة لأني غير مسجل في التأمينات ولا استطيع الاعتراض لأن الرفض سيكون مصيرياً , لاأستطيع أن أقول سوى أنها معاناة قاسية آمل أن يوجد لها حل .‏

كما التقينا هناء التي قالت : معاناتنا مستمرة منذ سنوات ولكن الآن زادت المعاناة حيث أًصبحت مدة الدوام أطول , وهذا يسبب مشكلة حقيقية فعودتي في منتصف الليل وحيدة إلى منزلي تسبب لي مشكلات اجتماعية كوني فتاة , أما بالنسبة للمشكلة الثانية‏

/ التأمينات/ فتلك أكبر أنا أعيش حالة خوف دائمة في أي لحظة قد أصرف من العمل وعندها لن يكون لدي أي شيء وتضيع سنوات العمل دون مقابل .‏

كلمة أخيرة :‏

في النهاية نجد أن مطلب العمال في الأسواق التجارية مطلب حق , ونأمل من الجهات المعنية التجاوب معهم فالإنسان هوغاية وليس وسيلة , نأمل أن نرى حلاً للمشكلتين , وكلنا ثقة بأن المخلصين كثر فليكونوا عوناً لشريحة كبيرة من المجتمع .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية