تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مغارة الدراما بابا ... تعثر الإخراج والنص .. وفاز الممثل !!!

ثقافة
الاحد 20/11/2005م
هند بوظو

الاتكاء على مقولة ( العصر الذهبي للدراما السورية) راهناً.. فهلموا نفتح مغارة ( دراما بابا)!!

لذلك اتضح بشكل شبه تام .. استسهال الكتابة, ووضع السيناريوهات والحوار للاعمال التلفزيونية, وبساطة مخيبة بالاخراج.‏‏

‏‏

ولم يعد خافيا .. ان الخوف حقيقي من ان تبدأ هذه الدراما - الذهبية - بالانتقال الى المرحلة الفضاوية او حتى البرونزاجية ان بقينا نتعامل معها من منطق حمى الكم والتوزيع للدخول في عالم الاستثمار الدرامي من خلال غزارة الانتاج على حساب النوع والجودة..‏‏

صحيح ان اعمالنا السورية اخذت طريقها للانتشار في الوطن العربي وحازت على استحسان وقبول ورضى ومشاهدة من الجمهور العربي, لكن من المهم كثيراً ان لا نسترخي ونطمئن لهذا الحضور اللافت , واكثر من ذلك ان نبدأ بمراجعة ما نقدمه قبل ا ن يبدأ الآخرون ( بترجيع ما نقدم ?!).‏‏

عبقرية البعض‏‏

الخوف ان يخف او يخبو الق العمل الفني السوري ويلحق به تلقائيا اداء الفنان السوري الذي مازال يبرع ويتقن أداءه .. وهل الرهان سيبقى على الموهبة الفردية في عمل تهبط فيه السوية الفنية بجهاتها الاربع - النص - السيناريو- الاخراج- البطولة (احياناً) !!‏‏

وعلى سيرة البطولة.. فائض النجومية عند البعض خلق ازمة نص يستطيع استيعاب موهبتها ( ففبرك لها عمل ) يحيط بهذه المقدرة ويرخي عليها ( بنجكتوراً) .. وراحت الشخصيات الاخرى تدور في فلكها .. هل حزرتم عن اي مسلسل اتحدث.. عمل غاب عنه النص والمتعة وبهت الاداء.. وبرز الاستعراض و( الفوكس) على البرنيطة.. والوجه الحسن ?!..‏‏

نعم انه العصي عن الدمع والفهم ...‏‏

عملية انقاذ!‏‏

يتحملها القطاع العام والخاص على السواء.. بشرط النظرالى المراهنين الذين يصدقون نبوءة ان ( الدراما السورية بمثل ما نهضت سريعا... ستتراجع بشكل اسرع لأنهادخلت حمى السوق والسلعة)...!!‏‏

ما الذي يمنع تقديم اعمال بسوية جودة عالية وكم معقول وعلى مدار السنة مستفيدة من السعر التنافسي الذي يأتي لصالحها بشرط توفر هيئة خاصة تتقن المفاوضات والتسويق لا كما يحدث الآن .. (شيل)!!..‏‏

نكهة معمارية..‏‏

وبالعودة الى فنانينا الذين يساهمون بشكل جلي .. بانقاذ كثير من الاعمال بتميزهم وفرادتهم ( وعبقرية بعضهم) . وعلى وجه التحديد.. تميز عبد المنعم عمايري يكمن في طبيعته .. وفي قدرته على الاحاطة بالشخصية وفهمها من داخلها مع اجتهادات واضافات يستسيغها ويقبلها الجمهور .‏‏

لا يضيع التفاصيل الصغيرة بل يجتهد عليها ليجعلها محبوكة يجذب بها الجمهور فهو يملك ازرار السيطرة..‏‏

مصمم ومهندس يزخرف الدور ويعطيه نكهة معمارية الم يثبت مقولة ( يكون الفن جميلاً عندما نعمل معا.. اليد والرأس والقلب)..‏‏

منى واصف .. الملكة..‏‏

ألم تكن في اعمالها القليلة.. وادوارها البسيطة.. ومشاهدها المتواضعة ( عددياً ) اختبارا جماليا تتأثر به الحواس الخمس تنبض حركة ولها هيبة منقذة لأي عمل وتساهم في نجاحه موهبتها تحت سلطتها . مجرد تواجدها في ( الكادر ) وفي غيره..تثير قلقاً خاصاً عند مشاهدها..‏‏

( النبوغ هو.. واحد بالمائة وهي .. و 99% جهد وعرق) هكذا قال اديسون .. وهكذا حققت السيدة الملكة .. حضورها في الدراما السورية.‏‏

ايمن رضا .. والتعديل‏‏

مع تمازج التراجيديا والكوميديا والتماهي بينهما ومع بعض العثرات وضجيج الحركة لديه التي اظهرته فوضويا احيانا بمشاعره وحركاته ..‏‏

الا انها تجربة تسجل له بمحاولته الخروج من الدور الذي ارتداه طويلاً (وحقق له حضوراً جميلاً) لكن صار من الضروري ليس استبداله بل تعديله .. كما حدث في ( بكرا احلى).‏‏

يجد قبولاً حقيقياً عند الناس.. الذين يقولون عنه أيمن قريب منا .. يشبه مشاكسة اولادنا وتمنى احيانا كثيرة ان نكون مثله عفويين - بسيطين لكن عباقرة.‏‏

الى الكل..‏‏

منحازة الى فنانينا .. نغض الطرف احياناً .. لكن ليس دائما..‏‏

فالجمهور السوري بالذات اخاف الكبار .. وازاح الصغار...‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية