تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكثر من حزام للأمان

علوم ومجتمع
الأحد 10/7/2005م
مانيا مسعود معروف

قرار إلزام سائقي السيارات بوضع حزام الأمان مظهر حضاري وعامل حماية لمن يقود السيارة..ولكن كم من الأشخاص التزم به..

بالطبع يعدون على الأصابع,فالبعض تماشى مع القرار ورحب به..والبعض الآخر علق بمقولة(مثل الأجانب) وآخرون تململوا بين وضعه بخجل..وخوفاً من المخالفة..‏

ونحن معشر الماشين سيراً على القدمين نقول إنه (الأمان) لمن يقود فلماذا نضيف عبارة (مثل الأجانب) لكل ما هو حضاري وآخذ بيدنا نحو حالة من الرقي..والحماية للأرواح..أليس في جنباتنا ما يكفي من قيم وأخلاقيات أصيلة لنوزعها على أهل الشرق والغرب..أم أن بعضاً من غبار قد تراكم..وليس من الضير أن كل ما هو إيجابي وفعال لمجتمعنا أياً كان مصدره فكم من التقليعات السلبية التي ترافقنا يومياً..أخذنا بها من كل المشارب و المنابع..والبعض موجود بيننا..وعلى سبيل الاستحضار(النرجيلة)ويجب أن نربط حزام الأمان تجاه تفشي ظاهرتها غير المستحبة ..وما أحلى حزام الأمان..أمام هذه الظاهرة اللعينة..ونعود إلى حزامنا لنؤكد..بأن استخدامه في دول الغرب شيء بديهي ومن المسلمات به وإذا اضطر السائق للمخالفة وهذا لا يحصل إلا فيما ندر ينتج عنه عقوبات رادعة...ومساءلة من رجال الشرطة..هذا إذا لم يفحصوا دمه..ونسبة الكحول فيه..و..و..الكثير من الإجراءات...قد نكون بالغنا بها ولكن من باب الدعابة..وكل هذه الإجراءات تحصل تحت شعار(سلامة الإنسان فوق كل اعتبار)ولنسأل سائقينا الكرام:ماذا يكلف وضع هذا الحزام وهو موجود أصلاً في السيارة, فلن نشتريه أو نستورده آن لنا أن نستغرب الأشياء التي تؤدي بنا إلى الوقوع في مصيدة الخطأ..ومن الضروري أن نخرج من دائرة السلبيات التي تحاصرنا..ونقمع حتى أبسط المخالفات بلا استثناء..وننطلق بقمعها من داخلنا ومن سلوكنا اليومي..دون الحاجة إلى من ينبهنا..ولا نضع أنفسنا أمام مفارقة مضحكة ألا وهي..وضع الحزام بمجرد رؤية الشرطي..وخوفاً من مخالفته لنا..وبعد تجاوزه نعيده إلى مكانه..فهل يوضع الحزام (كرمى) لعيني الشرطي.. أم حرصاً على السلامة العامة ..آن الأوان لتجاوز هذه المطبات الصغيرة المهمة في سلوكنا..لكي ننتهي منها ونلتفت إلى ما هو أهم وأعم فائدة..‏

إن الحوادث تحصد يومياً من الأرواح ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر,ففي إحصائية قديمة متجددة عن حوادث السير في سورية سجلت أعلى نسبة حاصدة للأرواح سنوياً..يفوق عددها ما يحصده مرض السرطان (وقانا الله شره) وشر الأمراض جميعها..إن الوعي والالتزام هما المقياس الحضاري لكل شيء..وبالأخص لقيادة المركبات بكل أشكالها وأنواعها..كبر أو صغر حجمها ومن ثم تأتي المكملات والضوابط التي يضعها القانون لحماية أرواح الناس..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية