تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


علي الكفري تحولات تقنية ومظاهر تراثية

ثقافة
الأثنين 10/11/2008
أديب مخزوم

يعرض الفنان علي الكفري في صالة السيد, مجموعة من لوحاته المنفذة في المرحلة الاخيرة, والتي تشكل تحولاً جديداً في أجواء تجربته التشكيلية,

من ناحية الانحياز التقني نحو إيماءات الصياغة الفنية الحديثة, التي تمنح اللوحة المزيد من الايهامات الكولاجية من دون ان نهدر له حقاً في انه يقدم مناخات بصرية مشغولة بجدية وبدراية وببحث اسلوبي مميز وخاص.‏

وهذا ما نجده على الاقل في المناخات البصرية الجديدة التي تطرح تساؤلات جوهرية حول المظاهر التقنية المعتمدة في فراغ السطح التصويري.‏

صدر لمناسبة المعرض كتالوج فني تضمن نماذج من أعماله الجديدة, ومقدمة كتبها الناقد الفني د. عبد العزيز علون مع لمحة عن سلسلة معارض الفنان ونشاطاته في مجالات انماء القدرة الابتكارية عند الاطفال , والتدريس الفني والاخراج الصحفي والاعلان والبحث النظري.‏

والمعرض تميز بنوعية من اللوحات الكبيرة, التي يعبّر من خلالها عن موضوع ارتباطه بالارض وبالجذور العربية وبالتراث الفولكلوري والشعبي واللباس التقليدي للمرأة العربية. إضافة لبروز ايقاعات العمارة القديمة القادمة من مشاهدة وتأملات وتخيلات المدن والقرى والامكنة الحميمية المعرضة لمخاطر االاندثار والغياب.‏

والعودة إلى جمالية التراث لم تكن مفتعلة في لوحاته ,وإنما تبدو مرتبطة بجذور الانتماء إلى الاحلام الاولى وتهدف الوصول إلى تدخلات تقنية تعمل على استغلال عناصر الورقة (ألوانها وكتاباتها وصورها) وتسعى لإظهار الدمج الحيوي بين العناصر والاشكال في لعبة التشكيل والتلوين الحديث.‏

فهو يخضع العمل لمزاج تقني قادم من اختباراته الخاصة ومن هنا تأتي المعالجة اللونية لتصوغ اختلاط المواد المختلفة, اذ تشكل تجريته حقلاً للألوان المتقاربة, ولا نجد اهتماماً بكسر الايقاعات الزخرفية الهندسية, بقدر الاهتمام بالمناخ اللوني الخاص.‏

وهذا يعني انه يطرح أجواء تقنية ولونية خاصة وجديدة توقظ الاشكال القديمة وتحرك عناصرها وتمنحها شاعرية بصرية تجعل اللوحة تخرج عن الانماط المتداولة والمألوفة. كما يركز لإظهار المناخات التاريخية التي تسمح برؤية الاجواء اللونية المعتقة, من دون الاكتراث بالجمالية اللونية الانفعالية أو المباشرة في خطوات التعبير عن البنى الزخرفية والواقعية.‏

ومنذ تسعينات القرن الماضي ظهر تحوّل علي الكفري نحو الاتجاه الواقعي الحامل مسحة تراثية وتقنية خاصة, بعد انعطافه الى الالوان المائية والاكريليك والتعبير بأجواء إيقاعية موحدة في اللوحة الواحدة ومفتوحة على موضوع الارتباط بالاشكال التقليدية العربية , من خلال تجسيد اطلالة المرأة الرمز بلباسها الشعبي, والتركيز على المساحات المسطحة والمتداخلة وبلورة السلوك الفني المغاير في صياغة ملامح اللوحة أو المشهد المحسوس بالعين, والذي يظهر إشارات الواقعية الجديدة التي يبحث عنها بلهفة وشغف ومحبة دائمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية